بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات في الصميــم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات في الصميــم. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 23 يونيو 2011

طمّاعون ومساكيـن ؟!


كان من الممكن أن نصدّق بأن المملكة المُتحدة ، مدفوعة بإنسانيتها حين هبّت لنصرة الشعب الليبي الذي إستغاث بعدما إستفاق بغتة ، ذات سابع عشر من فبراير الماضي ، بالملائكة وبالجان وحتى بالشياطين .. لتخليصه من مكبوتات ، وصمت ، وقهر، وأغلال ، أربعة عقود ماضية كاملة ، من ظلم وجبروت الطاغية المجنون !.. وكان من الممكن أن نتحدث عن الكرم الإنجليزي في سبيل الحق والحرية ، لذلك أُنفق مايزيد عن أربعمائة مليون دولار ، على قصف البنى التحتية الليبية .. لو أن بريطانيا إلتفتت إلى (شقيقها) اليوناني المُفلس ، ولو بنصف ذلك المبلغ ؟!..
أتراه الشعب الليبي ، أغلى لدى بريطانيا من الشعب اليوناني الذي تجمعهما أشياء كثيرة مشتركة غير الرقعة الجغرافية الأوروبية الواحدة ؟!.. لذلك رفضت ـ وبشدّة ـ العرض الإيطالي بوقف العمليات العسكرية على ليبيا ، حتى يتم تزويد المدنيين بالمٌساعدات الإنسانية ؟!..
هل يمكن أن يكون إنقاذ ليبيا العربية ، البربرية ، الهمجية ، الإرهابية ، أولى لدى بريطانيا وباقي حلفاءها الأوربيين .. من إنقاذ اليونان الشقيق من محنته التي تهدد أوروبا برمّتها ؟!..
هل يمكن أن تكون دماء الليبي أغلى من دماء اليوناني ؟!..
الحقيقة أن العقلية البراغماتية ، هي ما يدفع الغرب للوقوف إلى جانب الشعب الليبي الواقف على ثروات لاتعد ولا تحصى ، تستطيع تعويض تلك الخسائر وزيادة !.. وهي ما يدفعهم إلى التنكر للشعب اليوناني المُفلس والمُنكسر رغم أنه الأقرب ؟!..
هي ليست إنسانية إذن ، ولا إنتصارا للحق ، ذلك الإصرار العجيب لدى الغرب على مساعدة الشعب الليبي .. بل هو الطمع في نيل مكافآت سخية بعد هدم مساجد ليبيا ، ومدارسها ، ومستشفياتها !..
والطمّاع في عرفنا وفي بعض أمثالنا الشعبية يبيت ساري .. أي يخرج صفر اليدين بعد تعب مُضني !.. وسيناريو الحرب في ليبيا يؤشر لخيبة أمل كبيرة مُقبلة !.
وأتساءل عمّا سيحدث للمساكين الليبيين بعد خيبة أمل ورحيل الطماعين الأوروبيين عن أجواء ليبيا ، وبقاء نظام الطاغية القذافي دون رحيل ؟!..
23 . 06 . 2011 



الأحد، 12 يونيو 2011

أوطان معروضـة للبيع !

أوردت بي بي سي نبئا عن قمّتي جبلين معروضتين للبيع ، وهما ضمن سلسلة جبال الألب الشهيرة بالنمسا !.. وقُدر مبلغ القمتين ـ بحسب نفس المصدر ـ بـ (مائة وواحد وعشرين ألف يورو) !.. ورغم أن المبلغ يبدو خياليا لفئة من الناس ، إلا أنه يُعتبر (بقشيشا) لدى بعض الأثرياء من الملوك والأمراء والوزراء والمُدراء .. و .. وعند كل (مسعور) عربي بالنقود !..
وتخيّلت أن تُشيع نفس الوكالة ربما ـ في الغد القريب ـ نبئا عن رجل من طينة عربية ، يستحضر جانبه (الدكتاتوري) ، ويُنفق من (ذات يمينه) ليُنشئ له دكتاتورية على قمم جبال الألب ؟!..
تخيّلت أن يقوم (المُشتري العربي) بتسييج قممه ، وحبس (السكان الأصليين) داخل ذلك السّياج ويتسلط عليهم ، ويتحكم فيهم ، ويضطهدهم ، ويُحاسبهم في الطالعة والنازلة ؟!..
تخيّلته يُطاردهم في أرجاء (مزرعته) بالعصا والعُقال !..
ربما ذلك الهاجس إنتاب سكان تلك القمّتين المعروضتين للبيع أيضا ، إذ عبّروا عن جام غضبهم وحنقهم من حكومتهم التي ـ من المفروض ـ أن من واجبها حماية سيادة وطنهم ، وتأمين حرّياتهم ، وصيانة كرامتهم .. لا أن تقوم ببيع وطنهم هكذا ببساطة ، وبيعهم معه كالعبيد في سوق النخاسة ؟!..
تذكرت ـ تزامنا مع قراءتي للخبر ـ فيلم مصري بعنوان (عايز حقي) ، حيث يجد بطل الفيلم شابة جالسة في محطة القطار .. فيجلس بجانبها .. فتبادره الشابة بالسؤال ـ بعدما رأت نسخة من الدستور في يده ـ : هناك مادة في الدستور لم أفهم معناها لحد الآن ، رغم أنني طالعتها مرار وفكرت في معناها مرارا ؟!.. وهي تلك المتعلقة بحق كل مواطن في المال العام ؟.. وهل معناها أن لكل مواطن الحق في بيع نصيبه من ذلك المال ، فيما لو كان يعيش في فقر مُدقع ؟!.. كالبطل الذي تشتعل أمامه (لمبة) الفكرة العبقرية أثناء حديث الشابة عن ميراث كل فرد من مال الدولة !.. فهو إذ وصل إلى تلك المحطة .. وتلك اللحظة التي يجلس فيها بجانب الشابة (الفضولية) الجالسة بمحطة القطار .. كان قد مرّ بمحطات .. آخرها المكتبة العمومية التي تعمل بها حبيبته التي قامت بطرده ، فحمل كتابا لم يكن يعلم بأنه الدستور .. أو بالأحرى لم يكن يبالي لحظتها ، لذلك هزّ كتفه ومدّ شاربيه قبل أن يُغادر !..
لم يكن يعلم أنه حمل معه مفتاح الكنز ، الذي سيحقق له كل أحلامه ، وأغلاها على قلبه حلم الزواج بحبيبته !.. فقام فعلا بالزواج بالمجّان .. وبسم إمتلاكه لحصة من المال العام ترخص له بذلك !.. بعدها تطور الحلم في بيع الحصص من المال العام ، ليصل إلى حد عرض الوطن برمّته للبيع في مزاد علني ؟!..
وفي لحظة فارقة ، لاحظ البطل أن (فئة بعينها) مُصرّة ـ أكثر من غيرها من المُزايدين ـ على الشراء  ، ومهما كلف الثمن ؟!.. فعرف أن وطنه يساوي الكثير ، مادامت تلك الفئة بذلك الإصرار لشرائه رغم أنها لم تنشأ على ترابه ، ولم ترتوي بمياه أنهاره ؟!.. فكيف به يعرضه هو للبيع بعدما حوى ذلك الوطن كل ذكرياته وكل أحلامه وكل أمانيه ؟!..
ذلك كله في التمثيلية .. أما في واقع النمساويين ، فمسألة عرض الوطن للبيع حقيقية وبالكاد يُصدّقونها .. أو نصدّقها نحن !.
12 . 06 . 2011 





أسامحك يا وطنـي !

أسامحك يا وطني على ربع قرنٍ مضى من عمري ، وأنت تصادر أحلامي ، وتقبر إمكاناتي ومواهبي وملكاتي !..
ربع قرن لا أجزم أنك قادر على تعويضي حتى عن جزء ثانية منه .. لكنني أسامحك !..
ربع قرن مضى من عمري يا وطني وأنا أنتظرك .. أن تعطيني إشارة ، أو لمحة خاطفة عن حاضري الذي كان فيما مضى مُستقبلي !.. أو تخبرني بأنني على موعد مع الثورة ؟!.. ليس لأعد العدة لحرب ضروس مع الشر الذي أطبق على أنفاسي ، وسلبني حرّيتي ، وانتهك كرامتي وآدميتي ، فحسب .. بل كَي أختصر كل ذلك الزمن المهدور من عمري على عتباتك .. وأجعل منك جنة ، كنتُ لأعيش في فيافيها ، ولن أقبع في جحيمٍ ، كنتُ قادرا على كسر قيدي في غياهبه !.. لكنني لم أكن أعلم بأنني أعلم .. وأنت يا وطني كنتَ مُرشدي لكنك لم تعطني إشارة !.. ولم تُعلمني بما لم أكن أعلم ؟!..
لم تخبرني يا وطني بأن دمائي كالنيران حارقة ، ومحترقة كما جميع دماء الثوّار ؟!..
لم تخبرني يا وطني بأن (النفط العربي) يسري أيضا في عروقي !.. وبأنني كائن عربي (سريع الإلتهاب) !..

12 . 06 . 2011 




السبت، 11 يونيو 2011

أطبّاء .. وجِراح وطـن !

ولأن المُتناقضات في حياتنا أصبحت متلازمة كالهواء الذي نتنفسه ، أو كالمياه التي لاتستمر الحياة بدونها .. فلا نستغرب إذن أن نرى الأطباء هم مَن يزيدون تعميقا للجراح ، رغم أنهم أقسموا على أن يُداووها لا أن يزيدوها .. كما أقسموا على أن تكون (الروح) أغلى عندهم من كل كنوز الدنيا ، وإنقاذها هو واجبهم المُقدّس .. لكنهم يكتفون بالفرجة على آلاف الأرواح وهي تُحتضر أمامهم ، و(يُضربون) عن إنقاذها ـ أو حتى محاولة ذلك إذا كان أجلها قد حان ـ من أجل (المادة) ؟!..
قد لا يكون مشهد الأطباء الفلسطينيين (غريبا) ، وهم يُضربون عن علاج المرضى ويُطالبون بمعاملة مُحترمة ـ وهنا حين نقول (معاملة مُحترمة) فبالتأكيد نقصد راتبا كبيرا ومُحترما ، ومسكنا فخما ومُحترما ، وسيارة فارهة ومُحترمة .. وكذا جملة من الكماليات المُحترمة ـ لكنه مشهد يؤلم المُتفرّجين من العرب ـ أمثالي ـ  بشدّة !.. لأن فلسطين لا تنقصها الجراح ، خصوصا ممن يُفترض بهم علاجها وتطييبها وتطبيبها حتى بالمجّان .. فيساومون بأنانيتهم وطنا على نزيف شعب ؟!..
ألا (يتطوّع) كل من يُحسن التطبيب والتمريض أثناء الحروب ؟!.. بلى .. وفلسطين في حالة حرب منذ عقود .. ولم تتوقف دماء شعبها عن النزيف ، ولا دموع ثكلاها وأيتامها عن الإنهمار منذ عقود !.. فلسطين تعيش تحت إحتلال مُزمن لم يتوقف منذ أن وطئ أول يهودي غاصب أراضيها ، وهي في حالة حرب حتى إخراج آخر يهودي غاصب من بين أركانها ، وحتى تحرير كل شبر من أراضيها !.. فلماذا إذن يُطالب أطباءها أن يُعامَلوا (بإحترام زائد) كأطباء باقي الدول ؟!.. فهم لا يشبهونهم حتى ، لأنهم في حالة حرب وتحت الإحتلال ؟!..
مُؤلمُ جدا مشهد تلك الأم التي أصيبت بنيّتها بجلطة دماغية ، فحملتها بين ذراعيها ، وهرولت بها نحو مستشفى الضفة الغربية ، حيث كانت تنشد أمل إنقاذها لدى الملائكة من أصحاب المآزر البيضاء .. فتتفاجأ بالملائكة قد أضربوا عن رفرفة أجنحتهم ، حتى ينالوا مُقابلا لذلك !.. توقف دماغ الطفلة الصغيرة عن كل شيء ، حتى عن الحلم بالملائكة وهي تواسيها عند القضاء المحتوم !.. وكذلك أدمغتنا نحن ، رغم أننا لسنا في حالة غيبوبة مثلها (أو هكذا نعتقد) ؟!..
لا أقول إنه ليس من حق الأطباء أن يتقاضوا أجورا عالية ، إستنادا إلى شهاداتهم التي إقتطعوا سنين طوال من أعمارهم حتى حصّلوها .. ونظرا لمهامهم الميدانية التي تجعلهم يصلون ليلهم بنهارهم أحيانا كثيرة ، ويقتطعون إجازاتهم وساعات نومهم في بيوتهم و بين عائلاتهم !.. لكن ، ألم يكن إلتحاق الأطباء الفلسطينيين (تحديدا) بكليّات الطب ، هو من أجل خدمة الروح الإنسانية في المقام الأول ، ومن أجل خدمة القضية الفلسطينية الخالدة برسالة من أنبل الرسالات وأسماها عن كل الماديات ، بتطبيب جراح الشعب الرازح تحت الضغوط النفسية ، وتحت الحصار ، والقصف ، والعصف ، والتنكيل ، والتقتيل ؟!..
إذا كان هدف ـ أولئك الأطبّاء ـ من تعلم الطب هو رغبة في خدمة رسالة الطب ، ورغبة في إنقاذ ما أمكنهم من (أرواح) بشرية ، فالمُقابل (المادي) في هذه الحالة ـ من المفروض ـ سيكون آخر ما يفكرون فيه !.. أما إذا كان هدفهم من ذلك هو تقاضي أجور عالية ، أوأن يحظوا بمعاملة مُحترمة ـ على حدّ قولهم ـ فالحكومة الفلسطينية كما شعب فلسطين ، لا يملكون ما يُنفقونه من أموال على أحلامهم الشخصية ، لأنهم يُوفرون كل قرشٍ وكل سنتيم من أجل (البقاء) ، ومن اجل الحلم الأوحد في فلسطين حرّة مُعافاة !.
11 . 06 . 2011 




الاثنين، 6 يونيو 2011

الطير الأبابيـل ؟!

يا له من (تشبيهٍ بليغٍ) أيّها (الثوّار الليبيون) ، بين طائرات حلف شمال الأطلسي ومروحيات الأباتشي ـ التي سَوّق لها (مُنقذوكم من الأبطال الغرب الخارقين) ، على أنها (الأكثر دقة) ، والأكثر (توفيرا) للوقت وللأرواح ، ولأرصدة ليبيا التي تجهلون أرقامها الحقيقية ، والتي بدأتم في التسول للعالم بإسمها ـ وبين (طير الأبابيل) الأسطوري ، وليس الخرافي .. لأن (الأسطورة) قد تكون حيّة في الحاضر أو في الماضي ، ومبنية أيضا على حقائق ، ولعظم أثرها في نفوس بعض الخليقة ، وللرفع من شأنها وتعظيمها يُطلقون عليها إسم أسطورة !.. أما (الخرافة) فهي ضربٌ من ضروب الخيال .. وهي أبعد ما تكون عن الواقع !..
(طير الأبابيل) الذي أحيا الثوار الليبيون ذكراه ، والذي أحيا فيهم (عقيدتهم) الإسلامية بالتدبر في القرآن وفي القصص القرآني ، وإدراك معانيه البلاغية وصوره وتشبيهاته .. والذي بات يدفعهم إلى التهليل والتعظيم والتكبير والتشهد في جبهات قتالهم .. لم يُرسله الرّب ليرمي (حجارة من سجّيل) على جيوش (أبرهة الحبشي) !.. وليس طائرا مُباركا بُعث لحماية بيت الله الحرام من نيران كراهية وحقد أبرهة (الأشرم الشفتين) التي تريد إحراقه وهدم أسسه وأركانه ؟!..
فطير الأبابيل ذاك .. هدم مدارس ليبيا ومستشفياتها ومؤسساتها وبناها التحتية ، دون أن يُصيب (أبرهة الليبي) بخدش واحد ؟!.. وفي الحقيقة لا أعرف لماذا لم تستطع تلك المروحيات الأباتشي أن تصيب أهدافها لحد الآن مع أنها معروفة بالدّقة ؟!.. ولا أدري لماذا لايتساءل الثوار الليبيون : لماذا لم تستطع تلك الطيور إصابة أبرهتهم ، رغم أنها أصابت جميع شعاب مكة ؟.. ومادامت تمتلك القدرة على إصابة حتى أصغر الأهداف ، وأكثرها تلبسا بمحيطها وبألوانه ؟!..
قد أصدّق حدّ التسليم ، بأن القذافي فعلا أبرهة ، ظالم ، غاشم ، حاقد ، نذل ، مُعتدي .. لكني لن أصدّق أبدا بأن طائرات حلف الناتو يمكن تشبيهها بالطير الأبابيل ، أو أنها تستحق ذلك الوصف فعلا ، حتى ولو إدّعت بأنها نيران صديقة !..
وإذا كان الشعب الليبي يعتقد بأن أرباب ذلك السرب ، لاينتظرون جزاءا على طلعات سربهم الجوية في سماء ليبيا وإستهدافه لأكثر مؤسسات ليبيا حساسية وحيوية .. فهو فعلا شعبٌ ضائع ومسكين !.. لأن أجزاءا كبيرة من ذلك الجزاء ، بدأ إقتطاعها فعلا من أرصدة ليبيا في البنوك الخارجية .. والقادم أعظم !.
06 . 06 . 2011 


الأربعاء، 1 يونيو 2011

ديمقراطية (الواجهة) في الجزائر !

في الوقت الذي يلتزم فيه النظام الجزائري الصمت ، حيال الثورات العربية الحامية الوطيس ، والدّائرة رحاها بين الشعوب المقهورة والأنظمة الديكتاتورية !.. وفي الوقت الذي يلتبس فيه الأمر على المراقبين من موقف الجزائر الرسمي ، والحقيقي من تلك الأحداث والثورات !.. فما بين متّهم لها بدعم الأنظمة المستبدة المُتهاوية ، بالأسلحة وبجيوش من المُرتزقة .. وما بين مُثنٍ على حيادها ورفضها لأي تدخلات أجنبية غربية في الشؤون الداخلية للدول العربية ، حتى ولو كان ذلك الرفض لفظيا كلاميا ورمزيا لا يُسمن ولا يُغني من جوع ؟!.. يبقى الشعب الجزائري (يشحت) من نظام (العزة والكرمة) ، سكن لائق ولقمة عيش طيبة ، في جزائر تفيض أراضيها بالخيرات لكنها ممحوقة البركة (والعياذ بالله) !.. ويبقى ينتظر موقفا (رجوليا) تجاهه وتجاه أوضاعه ، من ذاك النظام (الشهم) ـ الذي يُدافع عن الحريات والديمقراطيات العربية بعيدا عن أجواء الجزائر ، و(المُتأمّل) المُعجب في صمتٍ بالربيع العربي وبالشتاء والصقيع الجزائري !..
الواقع أن نظام الحكم في الجزائر لايختلف عن أي نظام آخر في قسوته وإستبداده ، سوى في حيلة واحدة .. ماكرة !.. هي (ديمقراطية الواجهة) ؟!.. أي أن النظام المدني المُمثل في (منصب) رئيس الجمهورية ، وفي الأحزاب والحركات اللبيرالية ، والإشتراكية ، وحتى الإسلامية المحسوبة على المُعارضة ، والمُتكالبة على مفاتيح (الخزينة العمومية) !.. كل أولئك ممثلون ومهرجون وحتى دُمى وجراجوزات في مسرحية هزلية سخيفة ، يرفع أصحابها (يافطات) قد تختلف (ظاهرا) لكنها تتشابه (باطنا) في (ولائها المُشترك) لنظام العسكر والجنرالات !.. وتبقى تلك الأحزاب والحركات كالخدم والعبيد المُجبرون على الصراخ والتنديد بدكتاتورية أسيادهم في الشوارع وعلى الملأ وجهارا نهارا .. وإذا أظلمت الدنيا وحلّ المساء يتسللون إلى قصور أسيادهم ، ويشاركونهم عربدتهم ، ويسكرون معهم على آلام ومعاناة الشعب ؟!..
قد يجلس على كرسي الحكم في الجزائر، مدنيا مُحبّا للعدل وآخذا بأسبابه كعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لكنه ـ يقينا ـ لن ينهض من فوقه (إذا بقي على قيد الحياة)  بنفس العقلية والشخصية والمبادئ التي جلس بها ؟!.. لأنه سيكون مجرّد (ريموت كنترول) في أيدي الجنرالات ، وذاكرة حية ومخزنا لتوجيهاتهم وتوجّهاتهم !.. وتلك الأيدي لايعرف أكثر أصحابها ما الإستنجاء ، وما الوضوء ، وما الإغتسال ، وما القبلة ، وما الإسلام حتى ؟!..
النظام (الحقيقي) في الجزائر يُماطل الشعب ، في إجراء إصلاحات جدّية وملموسة !.. وهو يُماطل بأحزاب (المُعارضة الشكلية) المُطالبة بملئ أفواهها وجيوبها أتعابا لقاء تضليلها وصراخها !.. وهو يكتفي بالفُرجة ، بمدّ إحدى عينيه على الخارج وعلى الجار الليبي ، والعين الأخرى على الداخل وعلى شعبه وتحركاته !.. وهو يترقب في كل ذلك ما سينتهي عليه كابوس ليبيا ، وما سيُخلفه الوضع هناك من تبعات ، وتأثيرات ، وظلال ، وإنعكاسات سيُلقي بها ـ حتما ـ على الجزائر !.. ليعرف حينها كيف سيتعامل مع مطالب الشعب الجزائري ، وكيف سيسطر مصيره (الديمقراطي) القادم ؟!.
 

01 . 06 . 2011 






 

الثلاثاء، 31 مايو 2011

أفضل نظام دكتاتوري عربي !

أهم نقطة تحسب للشعب اليمني ، هي حفاظه على سلمية ثورته !.. وهي نتيجة عكست كل التوقعات التي تكهنت ـ في بداية الإنتفاضة الشعبية ـ بتحول اليمن إلى بركة من الدماء ، بتقاتل أهله فيما بينهم وتناحرهم في سبيل قضايا جهوية وقبلية وطائفية !..
ورغم أن الشعب اليمني هو الضحية ، وأن نظام صالح هو الجاني .. إلا أن مماطلة النظام اليمني في الرحيل مُقدّما كل الذرائع والحُجج وبكل الوسائل والطرق ، إلا بطرق القوة والعنف والسلاح ، أمرٌ يُحسب للنظام حتى وقت قريب على الأقل !..
فالنظام اليمني يعتاش ـ من أجل بقائه ـ على (المراوغة الطريفة) .. و(حاشية الكرسي) ـ من أصحاب المصالح من (مجرمين سابقين) و (شركاء الفساد) و (أفراد من عائلة صالح) ـ تعتمد على (كاريزما) علي عبدالله الكرتونية الباعثة على الفكاهة والسخرية ، لإطالة أعمار (أنابيب السيروم) الممتدة بين أجسادها وجيوبها ، وبين خزائن الدولة وأموال الشعب !.. وحتى وقت قريب كانت تلك العصابة راضية بوضعها وبمكتسباتها ، رغم النداءات المُتكررة من الشارع تُطالبها بالرحيل !..
النظام اليمني ـ وبكل عيوبه ونقائصه ورغم إستبداده ـ يبقى الأفضل والأرقى في تعامله مع الموجة الإحتجاجية ، من بين كل النظم العربية التي ناهضتها شعوبها !.. فهو لم يلجأ إلى القوة والعنف كخيار مبدئي ، وكترمومتر لجس نبض الشارع وقياس درجة خوفه من الأجهزة الأمنية القمعية !.. ولم يلجأ أيضا إلى التعتيم على أجواء اليمن ، أو سدّ المنافذ أمام وسائل الإعلام العالمية لتغطية ما يجري هناك أوّل بأوّل !..
وأكثر ما يشدّ في السيناريو اليمني ، هو المقابلات والمكالمات التي يُجريها المسؤولون اليمنيون مع وكالات الأنباء ، ويدافعون من خلالها عن شرعية نظام (الأخ الرئيس) علي عبدالله !.. وهو مستوى من الديمقراطية لم تبلغه باقي الدول العربية على تشدق بعضها بالديمقراطية !..
ففي أيام الحرب والنار التي تحياها معظم الشعوب العربية ، يبقى النظام اليمني أحسن بكثير من غيره ، والأكثر رحمة ورأفة بشعبه حتى الأمس القريب !.. فعلا حتى دكتاتورية عن دكتاتورية تختلف ، ومستوى إستبداد عن مستوى آخر يختلف !.


 
31 . 05 . 2011 
  

طبق حار جـدا ؟!

بعض الناس يُحبون العمل تحت الضغوط الشديدة ، بل هناك مَن لايقدّم أقصى ما لديه من طاقات في أعماله ومهامه الجادّة وكذا الترفيهية ، إلا تحت الضغط !.. وكأن الضغط العالي لهؤلاء يدفع الدّماء في شرايينهم بقوة ، وفي مشهد الطوفان أو الفيضان .. فتنطلق إنذارات الوحدات العصبية ، ويستفيق الإلهام في داخلهم ، فينكبّون على تجسيده بسرعة كبيرة جدا لكنها مُتقنة ، خوفا من تباطؤ النبض ، وتناقص الضغط ، ونوم الإلهام !..
حالة الضغط تلك التي يضع بعض الناس أنفسهم تحت طائلتها ، من أجل تفجير طاقاتهم الإبداعية !.. يضع البعض الآخر أنفسهم تحتها من أجل اللاشيء ، ولا ينالون من ورائها إلا التعب والعذاب !.. وأنا اليوم من النوع الأخير ، لأنني أحصد نتائج (حارّة) جدا لوجبات (حارّة) تناولتها طيلة نهار الأمس !..
هكذا أنا .. أصاب أحيانا بحُمى (الفلفل الحار) ، فتجدني أسأل عنه بجنون إذا كانت المائدة وأطباقها خالية وحتى من لسعات خفيفة منه مخلوطة بالبهارات !.. وإذا قيل لي إن البيت خالٍ من الفلفل ، فإنني أقوم بتسجيله فورا في (ذاكرتي العميقة والدائمة) ليكون على رأس الحاجيات (الأكثر ضرورية) للبيت !.. وبالأمس .. بالأمس كان نهارا مليئا بالولائم ، لأن مقدار ما أتناوله من أطعمة في الأيام الحارقة ، أضعاف أضعاف ما أتناوله في الأيام العادية التي ألعن فيها الفلفل ، بل وحتى لسعات الملح الزائدة أحيانا !..
في اللحظات التي أحاول أن أدفع فيها الأطعمة التي تغلي في بطني خارجا ، أدرك كم إني أعاقب نفسي وبقسوة ، لأنني أدرك جيدا ـ وقبل أن أقدم على تناول الحار ـ أنه سيتسبب لي في (لحظات حرجة) ، لكنني أرغب كل مرة في (تكرار) التجربة الحارقة من جديد !..
وهذا دأب بني آدم مع الآثام والذنوب .. فهم يُدركون أن لحظات الندم ، وعذابات الضمير (بعد) القيام بها ، أشد من لحظات لذتها (أثناء) القيام بها ، لكنهم يرتكبونها رغم ذلك !..



31 . 05 . 2011 



 

الاثنين، 30 مايو 2011

طفلتي لاعبة تنس مُحترفـــة ؟!

حين يتعلّق الأمر بالأبناء ، فالآباء بالتأكيد يبذلون قصارى جهودهم ، ليكون أبناءهم أحسن منهم ، أو أن يُحققوا إنجازاتٍ لم تسمح لهم (ظروف ذاك الزمان) بتحقيقها ، أو أن آباءهم هم ـ أي أجداد أبناءهم ـ توقفوا عن دعمهم في مراحل ما ، وهم عازمون على تجاوز تلك الحدود والمراحل مع أبنائهم !..
فمن كان والده ـ على سبيل المثال ـ (تقليديا) متعصبا لرأيه ، وفارضا لسيطرته وإرادته ، ورافضا لكل الحوارات ، وحازما في التعامل .. سيحاول أن يكون مُتفتحا أكثر مع أبنائه ، وسيحاول أن يكون صديقهم ـ الذي عجز والده على أن يكونه له هو ـ أكثر مما يكون والدهم الذي يأمرهم وينهاهم بشدة وحزم !.. هو يأمرهم وينهاهم ، لكن بطريقة (ساخرة) ، وعوض لهجة (الصرامة) يستعمل لغة (المزح والهرج) لإيصال رسائله ، ومهما بلغت من أهمية !..
ومَن كانت العوائق المادية ـ كفاقة أهله ـ سببا في إنهاء الكثير من أحلامه ، وإجهاض الكثير من طموحاته في الحياة ، سيصب جامّ غضبه على العمل ، وعلى تحقيق مكاسب مادية (تعزيه) في حرمانه الماضي ، وتدفعه إلى إغداق أطفاله بالدلال حدّ الإسراف في (العواطف والماديّات) أحيانا !.. وهو لا يرى في كل ذلك إلا أحلامه الفقيدة ، ويٌحاول إحياءها في أطفاله !..
بالنسبة لي أرى الكثير من المشاريع التي بدأت فعلا بطرحها أمام طفلتي الصغيرة !.. هي لم تتعوّد بعد حتى على الوقوف أو المشي بثبات ، ولم تتعوّد بعد على النطق السليم لأغلب الحروف والكلمات ، سوى ما تعلق بـ (ماما) و(بابا) و(واوة : وتعني بها الحلوى) ، وبعض أسماء الأعمام والأخوال !..
فأنا مثلا أفكر في أن أعلمها الموسيقى ، والعزف على آلة البيانو تحديدا ، حتى أني إشتريت لها فعلا بيانو ألعاب ، يحلو لها كثيرا أن تضغط بسبابتها على نوتاته وتغير ألحانها الواحدة تلو الأخرى !.. مشروع (الفنانة) الذي أرغبه لإبنتي من أعماق قلبي أن تعلق تلك (الأنغام الملائكية) و(الألحان العفيفة الطاهرة) بشغاف قلبها ، وأن تتعلق بالموسيقى الهادفة ، لا أن تكون من (فنانات العُري والكباريهات)و(إستعراض الأجساد والمفاتن)و(رمي الناس بسهام الأحداق والعيون) .. بل أن تكون (مُنشدة) تغرد على العالمين بصوت عذب وأصيل ، وعلى أنغام معاصرة !.. لتكون سفيرة (لشغفي) بالفن الرّاقي والأصيل ، بما أنني سأبقى ـ لو إختارت أن تكون كذلك ـ وكيل أعمالها المادية والأخلاقية !..
أريد لإبنتي أن تكون لاعبة تنس عالمية ، تتألق على الميادين الصلبة والترابية ، في الأجواء المفتوحة ، وفي القاعات المُغلقة ، وأتخيلها تنافس كبريات اللاعبات على الألقاب العالمية ، لأنني أعرف صلابتها وإصرارها في نفسي ، وأعلم مدى قدراتها وأقصى طاقاتها ، وأقصى ما يُمكن لها أن تحققه ، لأنها قطعة مني ، ومن إحساسي بالمسؤولية تجاه كل ما أقوم به حتى ولو كان ألعابا !.. أعلم أنها ستكون أكثر عِنادا مني ولن ترضى بغير النجاح بنزاهة ، وكدٍّ ، وعمل ، وإجتهاد !..
لكن المفارقة أن حلم (المُنشدة) أقرب إلى التحقيق والواقعية من حلم (لاعبة التنس) ، لأن لاعبات التنس يجب أن يرتدين (تنورات قصيرة) ، ولأنني مسلم وحريص على أن تكون للأحلام أيضا أسقفا لكي لاتتحوّل إلى كوابيس ، فإني أمنح نفسي الوقت الكافي ـ ما كان في العمر بقية ـ للبحث في آلية للتوفيق بين رياضة التنس ، ولاعبتها المسلمة التي تستر جسدها !..
وإلى أن تستطيع (آية) حمل المضرب ، وإلى أن تختبر رغبتها وميولها تجاه الكرة الصفراء ، يبقى مُتسع من الوقت أمام المسلمين لمناقشة إستحداث مدارس وبطولات رياضية بمعايير إسلامية ، تتيح للآباء أمثالي من الشغوفين بتعليم أبنائهم الرياضة ، أن نرى أطفالنا يحققون أحلامنا بأحلامهم .. أو أحلامنا فقط بدون أحلامهم .. أويحققون أحلامنا وأحلامهم معا وتلك غاية المُنى .




 

30 . 05 . 2011 



 

الأفغان ومستنقع القوات الأمريكيـة !

أصبحت تصرفات قوّات حلف النيتو المتواجدة بأفغانستان ـ وتصرفات الفصيل الأمريكي منها على وجه الخصوص ـ جنونية إلى حدٍّ لايوصف !.. وباتت تلك القوات تشكل خطرا على أمن وسلامة الأفغان ، وتهديدا (حقيقيا) لحياتهم ، أكثر من كل الخطر وكل التهديد (الوهمي) الذي يُمثله (التنظيم الإرهابي) لطالبان ، والذي قدمت تلك القوات إلى أفغانستان من أجل حماية الأفغان والعالم منه ؟!..
فتلك القوات أصبحت لاتتوانى عن الرّد على (الطلقات) المتفرقة والعشوائية لعناصر طالبان ، بـ (صواريخ) تستهدف قرى بأكملها ، تقتل مدنيين أغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال !.. طبعا فباقي الشرائح تنزوي تحت ألوية طالبان !.. وأمريكا يُغضبها أن تكون أفغانستان كلها طالبان !..
أحد القرويين صرح لوكالة الأنباء (بي . بي . سي) بأن : عناصر من طالبان أطلقت النار على القوات الأمريكية ـ (وبدا من نبرة صوته ، ومن طريقة وصفه لهجوم عناصر طالبان على القوات الأمريكية ، أن الهجوم كان مُحتشما ، ومتواضعا ، وليس بمستوى فعال يُخلف قتلى أو حتى مُصابين) ـ فردّت القوات الأمريكية على الهجوم بهجوم أقسى ، لم يستهدف حاملي البنادق (الصدئة) ، والرشاشات (الروسية) العتيقة .. بل إستهدف أسرا ، وعائلات ، وأطفالا صغارا جدا جدا حتى على الهرب من القصف !..
أمريكا تعرف أن معركتها مع طالبان خاسرة ، منذ أول يوم وطأت فيه أقدام جنودها أرض أفغانستان !.. لكنها تكابر رغم وضوح الصورة ، بأن أكبر قوة في العالم تقف عاجزة عن القضاء على حركة (متخلفة) و(فوضوية التنظيم) كطالبان !.. وإلا فكيف نفسر (رد الفعل) (الأكثر فوضوية وهمجية ودموية) للقوات الأمريكية ، على (الفعل) الذي يبدو أكثر (رُقيا) لعناصر طالبان ؟!..
ففي هذا المشهد الأخير للهجوم الأمريكي على المدنيين ، تظهر عناصر طالبان (مأمونة الجانب) من طرف القرويين والمدنيين الأفغان ، فهي (مرّت بسلام) على تلك القرية على الأقل ، ولم (تذبح) أحدا من سكانها .. أما القوات الأمريكية فهي ضحّت بالقرية بكاملها (إنتقاما) من طلقات عشوائية من عناصر طالبان ؟!..
فأي منطق ذاك الذي يُبيح قتل الأطفال حتى لو كان آباؤهم إرهابيين ؟!.. وأي معادلة (جائرة) تلك التي تُجيزُ الرد (بالصواريخ) على (الطلقات) ؟!.. وأي سلامٍ يبحث عنه مَن يقتلون كل يوم عشرات المدنيين في الصباح (ويُقدّمون إعتذارهم على ضعفهم) في المساء ، أو يقتلونهم في المساء وتحت جُنح الظلام (ويقدمون إعتذاراهم على جبنهم) في الصباح ؟!..
هو المنطق الأمريكي الغارق حدّ (الحنق) والجنون في (مستنقع أفغانستان) كما يُسميه .. رغم أن الأفغان كما العالم من حولهم ، يُدركون أن الأفغان هم الغارقون في مستنقع تلك القوات !.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  ... 30 . 05 . 2011


الأحد، 29 مايو 2011

تحركات شيعية مشبوهــة ؟!

تشهد المعسكرات الشيعية ـ المٌتناثرة بمنطقة الشرق الأوسط ـ حالة إستنفار قصوى هذه الأيام ، لإحتواء ما يمكن إحتواؤه من (إمتداد إقليمي إيراني) في المنطقة العربية !.. فقبل أيام ، إحتفل حزب الله اللبناني بعيد نصره ، وأنصت اللبنانيون لنصر الله ، الذي ظهر في إحتفاليته بعيد نصره لهذا العام حزينا ، كئيبا ، وشاحب الوجه ؟! ..
كيف لا ونصر الله هذا العام ، لا يشعُر بحلاوة نصر ذاك العام ، لأن الإنتفاضات الشعبية العربية تعكّر صفوه ، وتجعله يشعر بالمرارة !.. ويشعر بالضيق والحزن رغم الأعداد الكبيرة للمناصرين الذين يحيطون به ويهللون له ؟!.. كما لم تظهر عليه الطمأنينة رغم أنه خطب في مريديه عبر (شريط فيديو) مسجّل ؟!..
نصر الله في إحتفاليته لهذا العام ، يشعر بالخيبة من إنتفاضة الشعب السوري في وجه العلويين ، وكانت جلّ رسائله موجّهة إلى ذاك الشعب ، أن يغض الطرف عن إنتهاكاتهم ، ويصبر على ساديّتهم وغطرستهم ، لأنه متأكد بعد (مشاهدات وإستماعات مباشرة) من القيادة السورية ، بأن هناك خطوات إصلاحية (جادة) تعتزم القيام بها ؟!..
نصر الله قابل الأسد ـ بإعترافه هو ـ واستمع إلى خططه لقمع شعبه ، وإبقائه تحت السيطرة الشيعية مهما كلف الأمر !.. فعاد إلى لبنان أين (نقل) رسائل (الأسد) المُوجهة إلى (الشعب السوري) عبر (القنوات الشيعية المُعتمدة) ؟!.. لماذا يتحدث نصر الله بالنيابة عن القيادات السورية إذا لم تكن له وصاية على الشعب السوري أكثر من تلك التي للرئيس الأسد نفسه ؟!.. ولماذا ينكبّ الأسد على التنكيل بالشعب السّوري في صمت ، في الوقت الذي يُطل فيه نصر الله على السوريين والعالم ليُدافع عن إنتهاكاته ، ويدعوهم فيه إلى إعطائه (فرصة) للإصلاح ؟!..
الواقع أن التحركات الشيعية ، ليست على مستوى سوريا ولبنان فقط ، بل حتى في العراق يتصدر مُقتدى الصدر المشهد السياسي هناك ، بدعوته (المُفاجئة) إلى المُطالبة بالرحيل الفوري للقوات الأمريكية !.. رغم أن الجميع يعلم أن الشيعة كانوا أكثر المُهللين للغزو الأمريكي للعراق ، وهم أكثر المُستفيدين من النفوذ المالي والسياسي بعد الغزو الأمريكي للعراق !.. كما أن الشيعة هم أكبر حليف لأمريكا في العراق ؟!..
كلها تناقضات واردة في عرف الشيعة ، لتنصيع صورتهم التي لن تخفي بشاعتها ، مساحيق تجميل (الوطنية) و(الشرف) و(المبادئ) !.. فالجميع أصبح يُدرك حقيقة أن تلك الدعوات ، وتلك التحركات ، إنما هي في سبيل الحفاظ على نفوذهم في المنطقة العربية ، وزيادته ـ بإستغلال كل الفرص التي تتاح أمامهم ، وبكل الطرق شرعية كانت أم غير شرعية ـ وما عرفوا إلى ذلك سبيلا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
...| 29 . 05 . 2011 




السبت، 28 مايو 2011

الدّيــن هو حامينا !

يُتهم المسلمون بحماية دينهم ومُعتقدهم بحدّ السيف ، رغم أن أغلبهم توقفوا ـ ومنذ زمن بعيد ـ حتى عن الدفاع عن أبسط حقوقهم في (الإحترام) !.. وهم يتعرّضون ـ وبشكل مُكثف ـ إلى هجمات شرسة تنتقص من شأنهم وشأن دينهم ، وتستهزأ بمعتقدهم كما لايُفعل بأي معتقد آخر على وجه الأرض ؟!..
لو لم يكن دين الإسلام دين حق ، لما إستنفذ المفكرون طاقاتهم (المحدودة) ، ولما تكبّد النقاد والباحثون كل ذلك العناء للبحث عن (ثغراتٍ) تثني من عزيمة مُريديه ومُعتنقيه ، وتقوّض مساعيهم وجهودهم ، وصبرهم على أذى العالم في صمت !.. لكن ولأن هذا الدّين عظيم ، فقد سخر الله له (خيرة أعدائه من المُحدّثين ، والفلاسفة ، والزنادقة) ، لينكفِئوا على دراسته وزيادة شهرته ولو بالقدح فيه ، وبمعارضة تعاليمه !.. فهم وإذ يُريدون التشكيك فيه ، فهم يدفعون البُسطاء والعامّة من الناس ، إلى الإهتداء بين ظلاميتهم إلى أنوار الحق !..
أرأيتم يا عُذالُ كيف أنكم عكس ما تظنون بأنفسكم من مكر ؟.. وبأنكم إذ تعتقدون بأنكم أكبر من خالقكم ـ الذي تُنكرونه وتحاولون نفي وجوده بالكفر برسالته إلى عباده ـ فأنتم تُعجزونه أن يُثبت ـ بإنكاركم له ـ حقيقة وجوده ، ويتكشف بين حروفكم الظلامية أمام (أولي الألباب) ؟!.. فهل ما زال إعتقادكم راسخا بأنكم من أولي الألباب ؟!..
(إن الدين لله) ، هي حقيقة يُدركها كل مُسلم ، ومن لم يُصدّقني فليسأل أي مسلم يُجاور مسيحي أويهودي على رقعة واحدة من الأرض !.. لأن ذاك المسلم يتعرض ـ يقينا ـ لضغوط ، ومُضايقات كبيرة منهما قصد إستفزازه ، وإجباره على تقديم تنازلاتٍ جمّة دفعا لتهمة (التطرف) عن نفسه ؟!..
لو كان المسلمون يحمون دينهم و(إلههم) حقا ، لما أقدم النصارى واليهود والمجوس والملحدين على إحراق المصاحف ، والتنكيل ببعض المسلمين أمام العالم في كل حين ؟!.. فما الذي يدفع كل أولئك إلى التكاتف والتعاضد والتحالف من أجل هدف واحد هو : النيل من الإسلام والمسلمين ؟!..
هي حقيقة أن الإسلام يدعوا إلى ضبط النفس تحت أشد الضغوط وأقساها ، ويدعوا إلى الصبر على الأذى !.. وحقيقة أنه يحمي هذا الإنسان ـ والكائن الضعيف أمام شهواته ونزواته ـ من نفسه ، بِحثّه على مقاومة إغراءاتها ، ورفض دعواتها إلى الفسوق والمُجون !..
الإسلام هو الذي يحمي المُسلمين وليس العكس ، لأنه يُهذب أخلاقهم ، فلا يَظلِمون ، ولا يعتدون ، ولا يزنون ، ولا يكذبون ، ولا يسرقون ، ولا يعيثون في الأرض فسادا .. وأن يُعاملوا الآخر بخلق حسن !.. الآخر بمفهوم الإسلام هو كل من لايُؤمن بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يعتدي بالسلاح على المسلمين وأراضيهم .. الإسلام يدعوا إلى كظم الغيظ ، والعفو ، والحلم على الكافرين والجاهلين ، رغم إعتداءاتهم ما لم تصل إلى حد الإعتداء الجسدي !..
هل بقي مجال للقول بأن المُسلمين هم مَن يقومون بحماية مُعتقدهم ، وليس مُعتقدهم هو مَن يحميهم من شرور أنفسهم في المقام الأول ، وحمايتهم من شرور الآخر الذي يُحاول ملأ (فراغه وإفلاسه الرّوحي) بـ (قلب الأدوار) ؟!.. مع أنه في كل ذلك ( لن يضُرّ الله شيئا) !.. وهو أيضا من حيث لايدري ، يرفع من شأن الإسلام والمسلمين ، ويدفع بأعداد كبيرة من الناس عبر العالم إلى التنقيب والبحث عن هذا الدين ، وأغلبهم يعتنقونه في النهاية !.. فـ (الله غالبٌ على أمره) وهو (على كل شيء قدير) ، ونحن الضعفاء مَن نحتاج إلى دعمه وعونه ، ونحتاج إلى حمايته !.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
...| 28 . 05 . 2011 




الجمعة، 27 مايو 2011

أكراد وشيعة وأقباط في جنة الجزائر ؟!

إفتتح الكاتب مقاله برقم (ألف) طلب يتقدم به الأكراد والشيعة والأقباط سنويا ، بمُختلف ولايات (الوطن) !.. الوطن الذي تتهاطل عليه تلك الطلبات كبيرٌ في (وجدان) المُتحدث عنه ـ أو هكذا يحاول أن يبدوا ـ لذلك تأخر في التنبه إلى أنه قد بالغ كثيرا كثيرا ، في جعل ذلك العدد الكبير من الإخوة الأجانب (يتملّونه) ويترجونه أن يمنحهم حق اللجوء إلى أراضيه ، وإمتلاك بطاقة التعريف الخضراء كما جميع مواطنيه !..
ينتبه صاحبنا من (إغفاءته) أو (شاردته) العاطفية ، فيستدرك قائلا : إن (المئات) فقط يتقدّمون بطلبات التجنيس تلك ؟!.. وبعدها بقليل هوى الرقم (مِن علٍ) واستقر على (عشرة) طلبات فقط تصل مكاتب ما أسماه (مصالح الأجانب) سنويا ، من أشقاء عرب وأفارقة ؟!..
والحق أني لم أعرف تحديدا ، لمن كان يوجه (صاحبنا) ـ الذي رمى بإسمه هكذا و(بدون لقب عائلي) ـ مقاله ذاك ؟!.. أإلى المواطنين (الوطنيين) الذين أصبحوا أوفياء للجريدة التي أيقظت فيهم الرّوح الوطنية ، بعد أن (أشرقت) عليهم ذات صباح بشمس فبركاتٍ ونعراتٍ (كروية صفراء)؟!.. فأصبح (الوطنيون الصّفر) ، يُصدقون (ببلاهة) كل ما يُنشر على صفحاتها ، والأدهى والأمر ، أنهم أصبحوا مُجبرين على تقبّل (محدودية) المصادر حتى تلك المتعلقة بكنية الصحفي كاتب المقال (هذا إذا كان فعلا كاتبا أوصحفيا) ؟!.. أم هي دعوة منه إلى جميع الأجانب الذين يتمتعون بأجساد الجزائريات (في الخفاء) ، وتحت غطاء زيجاتٍ (مؤقتة) بمسمياتٍ دخيلة كالعُرفي والمسيار والمطيار والتمتع وغيرها ، أن يُظهروا أنفسهم وعليهم الأمان (بأمر رئاسي) ، على أن يمضوا عقودا لـ (ثلاث) سنوات (كحد أدنى) لـ (شراكة التناسل) تلك ؟!..
لا أعرف لم كان صاحب المقال ، يحاول إيهام قرّائه ـ وطنيين صُفرا ، أو أجانب سودا وبيضا وحُمرا ـ بأن الجزائر جنة فيها حورا عينا ، يُقبل عليهن الأكراد والشيعة وحتى الأقباط !.. رغم أننا جميعا نعرف ـ جزائريين وأجانب ـ بأن الجزائر جحيما يهرُب منه (حقيقة لا تسويفا) آلاف الشباب سنويا نحو المجهول !.. نحو عرض البحر ، ونحو الآلاف من المآسي والنهايات !.. فمَن ينجوا منهم من الغرق قد لا ينجوا من القروش والحيتان !.. ومن ينجوا من القروش والحيتان قد لاينجوا من الجوع والظمأ !.. ومن ينجوا من الجوع والظمأ قد لاينجوا من الإحتيال !.. ويطول الحبل وتكثر الإحتمالات .. ويبقى الأكيد أن الفرق شاسع بين الحقيقة والزيف .. وشاسع أيضا بين الجنة والجحيم !..
ولأننا لانريد أن نقع في (الفخ) إياه ، فسنفترض (حسن النوايا) لصاحبنا بأنه كتب مقاله بدافع حب الجزائر ، وحرصا على أن لاتصلها (عدوى الطائفية) !.. وسنغفر له هذه المرّة (زلته) في رميه لإسمه (مبتورا) في وجوهنا قُرّاءا مُحترمين وأذكياء ، نعرف كيف نمُر بسلام وسط الزبالة دون أن تتسخ عقولنا بالرّش العشوائي والإعتباطي للدهانات الصفراءِ حتى !.. على أن يكُف هو وجميع تلك الأقلام المتلوّنة كالحرباء عن العبث بآلام الوطن .. وأن يتخلوا عن ثقافة ذرّ الرّماد في العيون ، لأن الكلمة مسؤولية ، والصحافة أيضا مسؤولية ، خصوصا إذا كانت الجريدة تحتل الصدارة في الجزائر ـ على الأقل ـ من حيث عدد القرّاء .. وأن يُوجهوا جهودهم لتوعية الشباب بضرورة البقاء في أحضان الوطن ، والمُساهمة في بناء الجزائر بإحداث ثورة فعلية وحقيقية من أجل التغيير الإيجابي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظـة : كل الحروف التي تتناول حرائر الجزائر ، هي باقة ورد أرجوا أن يقبلنها مني .. وهي لاتكفي لأعبّر عن تقديري لهن .. / .. كما أعتذر منهن لو كان إدراجي لهن في الموضوع قد ضايقهن أو أشعرهن بالحنق والإمتعاض والإنزعاج .. / .. ولا أشك في قدراتهن على قراءة ما بين السطور ليلمسن رقتي وعطفي عليهن وراء القسوة الظاهرة ../ .. وليعلمن بأنني أكن لهن كل الحب والتقدير والإحترام .
تاج الديــن | 27 . 05 . 2011 


الخميس، 26 مايو 2011

قحط العُمــر ؟!

إندثرَت ذكريات الصِّبا .. وتناثرت خصلات الشباب .. وتلاشت أشعة الأمل من الأفق هاهناك .. وحتى العينان خانتاني وأضحتا تُبصران بإزدواجية ، وبأعمدة مِن قصدير الحضارة !..
اللعبة واضحة ، لكن زمام المبادرة تتحكم به عقول آلية !..
ذبُلت أزهار الياسمين التي كنتُ فيما مضى أسقيها بماء العنبر !.. آسفٌ يا أزهاري فدموعي جفَّت منابعها ، وجفّ الريق الذي كان يحرك عجلة لساني !.. 
أعوامٌ طويلة مرّت ، ولم تعُد تُمطر سُحب دمائي ، أو تصبّ في أودية أوعيتي وشراييني !..
لم أتصوّر يوما أن لايترك لي قحط العُمر ، حتى على رطوبة جِلدتي فأصبحَت يابسة ، ولاتستهوي أحداً حتى رفيقة دربي التي دفَعَت آخرَ ورقة رابحة لديها حين كانت تتزين للحفلات التنكرية !.. إنها اليوم مثلي ، لاتقوى حتى على طرد صغار الغبار العابثين بالأثاث الذي كان غاليا وفاخراً في يومٍ من الأيام !..
أما السجائر ، فهي تتزاحم داخل غرفتها المُعلّبة ، وتتحداني أن أمسك بواحدة منها ، وألتهم دخانها بشراهة كما في السابِق !.. وأصبحَت تفلت من بين أصابعي النحيلة ، فأطاردها ببطئ ، وهي تستلقي على قفاها ضاحكة بسخرية من ضعفي بعد قوةٍ كانت !..
أما الجرائد ، فهي تبتسم حين تراني قادما نحو الكُشك .. وتتمنى كلّ واحدة منها أن أكون زبونا من نصيبها .. لأنها تعتبر ذلك جائزة عمرها القصير (الممتد من المطبعة إلى المحرقة) .. إذ أنها لا تتألم من التقليب المستمر ، أو الحرق كما عند الآخرين !..
لذا أعتبر نفسي ـ مع كل نقائصي ـ إنسانياً فاضلاً وعنصُراً مُتآكلاً ، تماما كأسناني التي تخوض عند كلّ وجبةٍ ، معركة ضارية مع كلّ لقمة تقتحم حِصن فكيّ الهرِم ، والعاجز عن صدِّ أي هجوم !..
الراية البيضاء أرفعها دفاعا عن مبادئي من النهب ، ودفاعا عن الحيز الصغير المتبقي لي ، من جُيوشِ أيادٍ تطالُ كل شيء .. وحمدا لله أنها لاتدري عن أوسمتي الصدأة شيئا ، وإلا ما تركتها رغم تآكُلها !.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن | 26 . 05 . 2011
(مُكرّر مع التنقيح)


الثلاثاء، 24 مايو 2011

القدس عاصمة (أبدية) لإسرائيل .. تصفيق ؟!

ليس بجعبتي ما أواجه به إسرائيل من كلمات وحروف ، لأن رقيّ الكلمات لاتتناسب والهمجية المطلقة والمُزمنة للكيان الصهيوني !.. وحتى تلك الكلمات التي أعتبرها رصاصا لم أعد أتعب نفسي في تصويبها نحوها ، لأن الهجاء في عُرف إسرئيل مدحا ، وأنا العربي أو المُستعرب الأشم ، لاأرضى أن أمدح (عدو الإنسانية) حتى بأقسى وأشد معاني الهجاء ، ولا يستحق أن أنعته حتى بأقذر الوُصوف ! ..
إسرائيل ـ التي يخصص الكونغرس الأمريكي ، جلسة كاملة للإستماع إلى (هراطق) رئيس وزرائها ، وحرمه (الباسمة) على آلام الفلسطينيين ـ من حقها أن تتبرّز على العرب والمسلمين ، مادامت أمريكا ـ بجلالة قدرها الديمقراطي ـ تدفعها نحو المزيد من الإستبداد والغطرسة ، وتمنحها المزيد من الثقة في توجهاتها ومخططاتها لإغتيال حلم الدولة الفلسطينية !..
نتنياهو الذي وجد دعما معنويا لدى أعضاء الكونغرس ، عبر تصفيقهم الذي بالكاد يتوقف لكل طلقة عنصرية يُطلقها ، كان أكثر جرأة من أي وقت مضى للإفصاح عن نوايا الدولة العبرية في الإستيلاء على كل ركن من فلسطين !.. فقام برسم الخطوط العريضة لمستقبل المنطقة بلون أشد سوادا وقتامة :
ـ لا مجال لعودة إسرائيل إلى حدود ما قبل العام 67 ؟!..
ـ حق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم قضية فلسطينية ، وليست إسرائيلية ؟!..
ـ الإبقاء على المستوطنات المنتشرة في أرجاء فلسطين ؟!..
ـ الإبقاء على الجيش الإسرائيلي على طول نهر الأردن ؟!..
ـ القدس .. (وما أدراك ما القدس) .. عاصمة (أبدية) لإسرائيل ؟!..
وقوووووف .. وتصفيييييييييييق ..؟!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن | 24 . 05 .2011 





الاثنين، 23 مايو 2011

مختصر حديث الإصلاحات السياسية في الجزائر ؟!

أعربَت عدة أحزاب وحركات جزائرية مُعارضة ، عن إستيائها مما أسمته (تماطلا) حكوميا في الإستجابة لمطالبها ، لبدء (المُشاورات السياسية) حول الإصلاحات التي كان قد إقترحها رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة ، في خطابه الأخير المُوجه للشعب !..
هي إصلاحات كثيرة تلك التي تحتاج إليها الجزائر ، حكومة وشعبا ودولة !.. لكنها (متواضعة) حزمة الإصلاحات التي تقدّم بها بوتفليقة ، وسطحية !.. لأن الجزائر تحتاج إلى ما هو أعمق من مجرد الدعوة إلى التشاور من أجل التشاور !..ويستحق شعبها ما هو أفضل من أساليب (الترقيع) الحكومية ، بإجترار رزنامة مقرّرات كانت (حبرا مُسالا على ورق) منذ العام ألفين وخمسة ، من مثال القوانين (الجديدة القديمة) لقانون الأسرة والمرأة !..
الشعب الجزائري يستحق إحتراما من حكومته الرسمية ، ومن أحزاب المُعارضة على حدّ سواء !.. والإحترام المُستحق على الحكومة ، بأن تتوقف عن الإستخفاف بعقول المواطنين ، بإعادة تقديم وعود لم تنفذها فيما مضى ، وتطرحها على (طاولة النقاش) من جديد قبل أن تشرع في تنفيذها ؟!.. فكم سيطول إنتظار الشعب بعد ، حتى يشهد بزوغ فجر تلك الإصلاحات برأي الحكومة الموقرة ؟!..
وعلى الحكومة أن تكف عن المُماطلة ، والإلتفاف على المطلب الشعبي الأساسي في إجراء إصلاحات جوهرية ـ كحل للبرلمان ، وتعديل بعض مواد الدستور للحد من تدخل المؤسسة العسكرية والجيش في سياسة الدولة ـ بطرحها لمشروع إصلاحي يستهدف الشعب ـ وبعض فئاته (الأكثر تأثرا وحساسية) كالمرأة ـ ولا يستهدف نظام الحكم ؟!.. لأن النظام هو الذي يحتاج إلى إصلاح وليس الشعب ؟!..
أما الإحترام المُستحق للشعب على أحزاب المعارضة ، فهو أن تتوقف عن إضاعة وقته (بالمُمانعة) من أجل المُمانعة !.. وإلا فكيف نفسر الطلب (التافه) الذي يُعيق إنطلاق تلك المُشاورات ، والمُتمثل في (النقل الإعلامي المُباشر) لجلساتها ؟!..
المُعارضة تريد أن تنشر غسيلها وغسيل الحكومة أمام الشعب ، حتى يكون الشعب (على إطلاع بخبايا نظامه) على حد قولها !.. رغم أنه لم يعُد شيئا يخفى من عورة نظام جزائرالعزة والكرامة على مواطن البطالة والفقر والمهانة ؟!..
وبالعودة إلى حزمة الإصلاحات التي تقدّم بها بوتفليقة ، فهي ليست وحدها ما يُطرح التساؤل حول جدواها في ظل الفساد الذي ينخر عظم المؤسسات الحكومية ، وهو إذ ذاك كمن يعتني بظاهر الجسد فيما يترك باطنه عليلا وسقيما ؟!.. بل أيضا في جدوى الدعوة إلى تخليص النظام الجزائري من هيمنة العسكر ، وبإجراء إصلاحاتٍ أصلا ، بإشراك جنرال متقاعد من المؤسسة العسكرية في عملية الحوار ؟!.. وتقديمه للشعب في صورة المستشار (الناصح والأمين) ، و(سفير سلام) المؤسسة العسكرية إلى الشعب يحمل إليهم ورود ووعود الديمقراطية ؟!...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن | 23 . 05 . 2011 



الأحد، 22 مايو 2011

رخصة قيادة دولية غير صالحة في السعودية !

لم يمضي حتى أسبوعان على تقديم المملكة العربية السعودية ، لتحفتها الفنية وصرحها العلمي العملاق : (مدينة الأميرة نورة الجامعية) ـ أمام العالم ، حتى سقطت في فخ (إختبار مُفاجئ) من طالبة خرّيجة الجامعات الأمريكية ؟!.. ورغم أن المملكة لم تخفق في إجتياز الإختبار ، إلا أنها لم تنجح حتى الآن في إحتواء الموقف الذي قد ينسف كل جهودها ، في كسر الصورة النمطية عن (الرجل الشرقي) المُتغطرس ، الذي يقوم بسجن المرأة بالبيت أو خلف أسوار (البرقع والنقاب) ، و(سي السيد) الذي يُضيّق الخناق على المرأة ، ويحُدّ من تعليمها ، ويقف دوما في وجه طموحاتها !..
فالإختبار الذي فاجأ الرأي العام السعودي كان (تطبيقيا) ، لمواطنة شابة تدعى (منال الشريف) ، والتي قامت بقيادة سيّارتها في شوارع مدينة (الخُبر) التي تقيم بها !.. وقيادة المرأة للسيارة في المملكة العربية السعودية أمرٌ لم يُعرف حتى الآن ، لأيّ شيءٍ هو مُخالف ؟!.. أللشرع والدين ؟.. أم للعُرف والتقليد ؟.. المهم أنه مُخالف لشيءٍ ما لم تُحدد ماهيته بعد ؟!.. فالعلماء وأصحاب الفتاوى منقسمون في آرائهم .. فمنهم من يُجيز للمرأة قيادة سيارتها مالم تخالف الشرع والقانون ، ومنهم من يُحرّم عليها ذلك دفعا للأذى عنها ، ومنعا للإختلاط ، بحسب رأيهم ؟!..
أما منال (الجريئة) ، فهي لم تكن تعلم ، أنه ليس كل ماهو مصنف في خانة (دولي) كرخصة قيادتها ، ساري المفعول ومُعترف به في حدود مملكتها السعيدة !.. فجاءت تصريحاتها لصديقاتها أيضا جريئة تجاه ما أسمته (رجعية وتخلف) !..
وفي ظل (فوضى الفتاوى) تلك إنقسم المواطنون السعوديون ، ما بين مؤيّدٍ ومُعارض لعملية توقيف منال مِن قِبل قوّات (الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر) !.. فالمؤيدون يرون بأن منع المرأة من قيادة السيارة لمجرد أنها إمرأة ، يُقوض مزاعم الحكومة بتطوير رؤيتها ونظرتها للمرأة عبر إنفاق الملايير على مدينة كمدينة الأميرة نورة ، وهؤلاء يتساءلون : ما نفع مدينة على مساحة ثمانية ملايين متر مُربع ، ومكتبة عملاقة بخمسة ملايين كتاب ، وتقنيات للمواصلات والتواصل من آخر ما جادت به الثورة التكنولوجية المُعاصرة .. إذا كانت (الذهنيات) لاتزال رجعية ، تنظر إلى المرأة كالدمية ؟!.. ويتساءلون أيضا عن جدوى تعليم المرأة إذا كان مآل شهاداتها الأدراج ، والجدران ؟!.. وإذا كان مصير خبراتها الإندثار ؟!..
والنساء من بين هؤلاء ، يدعمن موقفهن بالقول : إن ركوبهن مع (سائق آسيوي) هو ما يُعد مظهر من مظاهر الإختلاط ، وهو ما يُنافي الشرع كذلك !.. وأكّدن على ضرورة السماح لهن بقيادة سيّاراتهن بأنفسهن ، مع قبولهن بالشروط التنظيمية والتشريعية من مثال (ضرورة ركوب محرم مع السائقة أثناء جلوسها خلف عجلة القيادة) !..
أمّا المُعارضون لفكرة قيادة المرأة لسيارتها ، فهم يرون بأن منال هي مجرد (ناكرة) لخير الحكومة السعودية التي درست على نفقتها ونالت شهادتها ـ وحتى رخصة قيادتها الدولية ـ على حسابها ، لتبدأ ـ بعد عودتها إلى أراضيها ـ في شن حملة ضد أعراف المنطقة وتقاليد سكانها ، وتبدأ بتسميم أفكار نساء المملكة بدعوتهن ـ عبر مواقع التواصل الإجتماعي ـ إلى الإحتشاد والتظاهر في السابع عشر من جوان المقبل ، من أجل المطالبة بحقهن في قيادة سياراتهن !.. وهؤلاء يتساءلون : لماذا لم ينكسر ذلك الحاجز إلا على أيدي منال التي تلقت تعليمها بالغرب ؟!.. وهؤلاء يتهمونها حتى بزعزعة الإستقرار !..
والرجال من هؤلاء ، يدعمون موقفهم بالقول : إن مزاعم المرأة بعدم جواز ركوبها مع (السائق الآسيوي) وعدم جواز دخوله إلى بيتها ، بوصفه رجلا أجنبيا ، يدحضه قبول النساء السعوديات بـ (الخادمات الآسيويات) رغم أن وصف (الأجنبي) ينطبق عليهن كذلك !.. ودعوا النساء إلى التخلي عن السائقين والخادمات في آن واحد ، إذا كان الدافع شرعيا فعلا !..
وما بين المؤيدين والمعارضين من العلماء ، والفقهاء ، وعامة الشعب ، يقف (الحكماء) الذين يستحضرون صورا من الأثر العقائدي للأمة الإسلامية ، بوصفه المرجع الأهم ، ويذكرون المتنازعين والمُختلفين في (تحليل أو تحريم) قيادة المرأة للسيارة بقصص النساء أيام الرسول الكريم الهادي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وكيف كُن يمتطين الجياد ، والجمال ، والبغال ، ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ركوبهن للدواب محرّم عليهن ، وأنه سببٌ من أسباب الفتنة والإختلاط !.. ويوصل هؤلاء القول : بأن القضية التي يبحث أولئك عن حلّ لها في الشرع لاعلاقة لها بالشرع ، وهي من العُرف السعودي ، ويكفي إجماعا مدنيا وشعبيا للفصل فيها .. وتكفي إرادة (الحكومة) إما في أن تُساير العصر والتطورات ، وتُساير نهضتها العلمية والثقافية الممثلة في صرح كجامعة الأميرة نورة للطالبات !.. وإما أن تظل تمارس دور(الرقيب) الذي يحجب عن شبكات الإنترنيت ، حتى الصفحات (العبثية) والبريئة كصفحة ( من حقي أن أسوق) !.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن | 22 . 05 . 2011 


السبت، 21 مايو 2011

من وحـي (الصّيصان) ؟!

أيها المُتلبّس بالظلام
قد خرجنا إلى النور ،
منذ زمن !..
وبتنا نستطيع الفصلَ
بين الأبيض والأسودِ ،
من الألوان !..
...
أيها المُتوشّح بالسّوادِ
والمُتسلق على ظهور
الفرسان ..
لسنا هنا من أجل الألقاب
ولا نرضى أن نكون لغيرِ
الحق فرسان !..
...
أيها المُشكك في نوايانا
هل لديك على ما تقول
مِن بيان ؟!..
أم أن أثرنا في نفسك
قوي ، سبّب لك حالة
مِن النكران ؟!..
...
أيها العابث بالكلمات
والمُحترف في اللف
وفي الدّوران ..
لسنا هنا للعب الغُميضة
على حساب قضايا الأمة
والأوطان !..
ولسنا هنا للعبث بالكلمات
ولا للإفتراء ، والكذب
والبُهتان !..
لأننا لسنا كُتّابا للدواوين الملكية
ولسنا من شعراء بلاط
السلطان !..
...
أيها الفارس الأسود
صاحب القلم الأسود
والصّولجان ..
سلكتَ شِعابا غير الشعاب
ووادٍ عميقٍ غير كلّ
الوديان !..
...
أيها المُترف قد سبقناكَ
إليه ، وزهدنا في الدّنيا
لوجه الرّحمان ..
أتنفش ريشك علينا
ونحن إذ كنتَ أنت بيضة
كنا صيصان ؟!..
وحين خرج لك المنقار
 كنا قد تعلمنا التعاطف
  حتى مع الدّيدان !..
...
أيها السّهم أنت ترتمي
في الزمن الخطأ ..
لأننا لم نعُد نتزاحمُ
من أجل المكان !..
فالكُلّ جُزءٌ من الكون و الوجود
والكُلّ زاوية ، ورُكنٌ
مِن الأركان !..
...
أيها الآثم تب عن تلك التصورات
والتخمينات ، وتب عن تلك
الظنون !..
فما لنا نوقٌ ولا جِمالٌ في التسويف
والتلاعب بالعواطف
والأذهان !.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن | 21 . 05 . 2011 


 

الجمعة، 20 مايو 2011

ما حكاية (الدّهس) بالسيارات في مملكة البحرين ؟!

أمازال شعب مملكة البحرين ، يعتقد بأن العالم لم يُنصفه في إنتفاضته الجماهيرية ؟.. وأنه لم يقف إلى جانبه في مطلبه المشروع في الديمقراطية ؟!.. رغم أن ما يرِد من أخبار شحيحة ـ عن الوضع هناك ـ تفيد بأن الثورة في البحرين (شاذة) عن أعراف الثورات العربية السّابقة واللاحقة !.. بدءا بالمطالب ، والشّعارات ، واليافطات التي كانت طائفية ، ومرورا بتعاطي الحكومة (الوحشي) مع المُحتجّين ، وبتعاطي المُحتجّين (الأكثر وحشية) مع الحكومة ورجال الأمن ، ووصولا إلى أحكام الإعدام والسجن المؤبد ، في حق مواطنين قاموا ـ ويقومون ، وسيقومون ـ (بدهس) رجال الأمن والشرطة بالسّيارات ، واعتمدوا على أسلوب بشع في إردائهم في سبيل ما يقولون بأنه (حق مشروع) ؟!.. وأتساءل هنا : عن أي حق مشروع يتحدث هؤلاء ، يُجيز لهم أن يسلبوا غيرهم الحق في الحياة بالمرور (مِرارا وتكرارا) فوق (أشلائهم) ؟!..
إذا كان (المواطن) البحريني لايحمل في قلبه ضغينة ـ ( تفوق ضغائن كل الشعوب العربية) ـ تجاه قوى الأمن الحكومية ، أوأنه يرى فعلا جسد (الإنسان) وروحه خلف الزي الرسمي الحكومي لرجل الأمن .. فلماذا يُنكل بجسده كما لا يفعل الأعداء الدخلاء ومن أجناس وديانات مُختلفة ؟!.. وكما لم تفعل (شعوب وحكومات) تونس واليمن وليبيا وسوريا ؟!.. سوى ما قامت به قوات الأمن المصرية من دهسِ للمواطنين بالآليات والمُدرعات ، وهو يُعدّ إستثناءًا ، لأن أحدا لم يكن يتصوّر بأن (الدولة البوليسية) والقبضة الحديدية للعجوز مبارك ، ستنهار أوستتلاشى بتلك السهولة وتلك البساطة ؟!..
إذا كانت قوّات الأمن والشرطة البحرينية ، مُسلّطة على رقاب المواطنين كما هو حال نظيراتها في البلدان الثائرة ، أو أنها تشبهها في الوحشية والقمع ، فلماذا تتعرّض (إستثناءا) إلى تلك الإعتداءات من مواطنين يظهرون أكثر شراسة ، وجُرأة ، منها ؟!..
المواطنون في المشهد البحريني يظهرون أكثر وحشية ودموية من الحكومة ومن النظام !.. ولو لم يكن الأمر كذلك لما إستعانت الحكومة بالقوّات الخليجية ، ولقمعت الحركة الإحتجاجية بقواتها ولأنهت المسألة على مستواها كما تفعل باقي الحكومات العربية التي تتعرض لأوضاع مُشابهة ؟!.. لو كان الوضع قابلا لسيطرة الحكومة لما لجأت إلى جيرانها للوقوف إلى جانبها ضد طوفان من (مشاعر الكراهية) ؟!..
نعم ، مشاعر الكراهية المُنبعثة من ثورة البحرين يُحتّم دمغها بطابع (خطير جدا) ، إذ لم نشهد في عُرف (الشعوب) العربية الثائرة ، شعبا أكثر سادية من حكومته ، ولا شعبا يستبيح دماء الإنسان بطريقة (الدّهس) البشعة ، بحجة أنه جزء من حكومة فاسدة ، أو ظالمة ، أو .. أو .. أو كلّ مساوئ وعيوب العالم وعاهاته ، وعجزه تجتمع فيها .. فهي لاتبيح قتله بتلك الطريقة التي تنم عن حقد دفين (لجنس) مُعيّن من البشر ماله ، كما دمه ، وجسده (حلال) ، والتنكيل به (قربى) في شرائع بعينها .. لسنا أغبياء لنكون أبواقا ، وطبولا ، ومزاميرا لها .. ومهما تخفّت وراء أقنعة الحقوق ، والحرّيات والإنسانية !..
فتلك الشّرائع لاتعرف الإنسانية ، وشعب البحرين ـ المُحتج ، والمُطالب بإطلاق الحرّيات ـ يعتنقها وبولاءٍ تجلى في طريقة التنكيل برجال الأمن والشرطة ، ليس لأنهم جزء من (نظام) في حدود مملكة البحرين الصغيرة ، بل لأنهم جزء من (منظومة) عقائدية كبيرة ، تمتد حدودها من المحيط إلى الخليج !.
أمازال شعب مملكة البحرين ينتظر منا دعما (إنسانيا) بعد كل هذا ؟!..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن | 20 . 05 . 2011