لكل ثورة شعبية خصوصيتها ، ونكهتها المُضافة إلى نكهة القمع المُشتركة على أيدي قوات الردع الحكومية ! .. ولكل ثورة أيضا عناوينها العريضة التي تُكتب شعارات على الورق والخشب والقماش .. وقد يحدث أن تبلى تلك اليافطات وتهترئ وتمزق بعد نهاية الثورة ، لكن تبقى كلماتها خالدة في الأذهان لوقت طويل ، لدلالاتها ومعانيها البليغة التي تضرب في الصميم ، وتترك أثرا في النفوس ! .. ولعل الإرادة الشعبية القوية في التغيير ، هي وراء تفتق تلك الأفكار والمشاعر ، في شعارات مثل (42 رقم حذاء) الذي رفعه الإخوة الليبيين مؤخرا ! ..
هذا الشعار تحديدا يحمل دلالات بليغة وإشارات كثيرة ، أهمها أن نظام القذافي تعدّى الأرقام الطبيعية لفترات الحكم العادية .. وأنه عمّر حتى خرِف وضل .. وأن مُقامه وتسلطه على رقابهم قد طال أمده .. وأن صبرهم قد عِيل لأنهم صبروا على ترّهاته أكثر مما هو معمول به في عرف (للصبر حدود) ! ..
الليبيون يريدون أن يقولوا لزعيمهم المفدّى ، أنهم إكتشفوا بأنه مجرد (جزمة قديمة) ، يستحق الضرب بالجزمة ! .. وأنهم عازمون فعلا على ذلك ، كيف لا وكاميرات العالم أظهرتهم وهم يرمون القذافي بالنعال والجزم أثناء بث إحدى خطاباته على شاشة عملاقة ! ..
الليبيون يقولون لك يا عقيد : إرحل يا رقم أسفل جزمة قديمة ! ..
فهل تلقيت تلك الرسالة يا جزمة ؟! .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن | 06 . 03 . 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا لو أردت