إفتتح الكاتب مقاله برقم (ألف) طلب يتقدم به الأكراد والشيعة والأقباط سنويا ، بمُختلف ولايات (الوطن) !.. الوطن الذي تتهاطل عليه تلك الطلبات كبيرٌ في (وجدان) المُتحدث عنه ـ أو هكذا يحاول أن يبدوا ـ لذلك تأخر في التنبه إلى أنه قد بالغ كثيرا كثيرا ، في جعل ذلك العدد الكبير من الإخوة الأجانب (يتملّونه) ويترجونه أن يمنحهم حق اللجوء إلى أراضيه ، وإمتلاك بطاقة التعريف الخضراء كما جميع مواطنيه !..
ينتبه صاحبنا من (إغفاءته) أو (شاردته) العاطفية ، فيستدرك قائلا : إن (المئات) فقط يتقدّمون بطلبات التجنيس تلك ؟!.. وبعدها بقليل هوى الرقم (مِن علٍ) واستقر على (عشرة) طلبات فقط تصل مكاتب ما أسماه (مصالح الأجانب) سنويا ، من أشقاء عرب وأفارقة ؟!..
والحق أني لم أعرف تحديدا ، لمن كان يوجه (صاحبنا) ـ الذي رمى بإسمه هكذا و(بدون لقب عائلي) ـ مقاله ذاك ؟!.. أإلى المواطنين (الوطنيين) الذين أصبحوا أوفياء للجريدة التي أيقظت فيهم الرّوح الوطنية ، بعد أن (أشرقت) عليهم ذات صباح بشمس فبركاتٍ ونعراتٍ (كروية صفراء)؟!.. فأصبح (الوطنيون الصّفر) ، يُصدقون (ببلاهة) كل ما يُنشر على صفحاتها ، والأدهى والأمر ، أنهم أصبحوا مُجبرين على تقبّل (محدودية) المصادر حتى تلك المتعلقة بكنية الصحفي كاتب المقال (هذا إذا كان فعلا كاتبا أوصحفيا) ؟!.. أم هي دعوة منه إلى جميع الأجانب الذين يتمتعون بأجساد الجزائريات (في الخفاء) ، وتحت غطاء زيجاتٍ (مؤقتة) بمسمياتٍ دخيلة كالعُرفي والمسيار والمطيار والتمتع وغيرها ، أن يُظهروا أنفسهم وعليهم الأمان (بأمر رئاسي) ، على أن يمضوا عقودا لـ (ثلاث) سنوات (كحد أدنى) لـ (شراكة التناسل) تلك ؟!..
لا أعرف لم كان صاحب المقال ، يحاول إيهام قرّائه ـ وطنيين صُفرا ، أو أجانب سودا وبيضا وحُمرا ـ بأن الجزائر جنة فيها حورا عينا ، يُقبل عليهن الأكراد والشيعة وحتى الأقباط !.. رغم أننا جميعا نعرف ـ جزائريين وأجانب ـ بأن الجزائر جحيما يهرُب منه (حقيقة لا تسويفا) آلاف الشباب سنويا نحو المجهول !.. نحو عرض البحر ، ونحو الآلاف من المآسي والنهايات !.. فمَن ينجوا منهم من الغرق قد لا ينجوا من القروش والحيتان !.. ومن ينجوا من القروش والحيتان قد لاينجوا من الجوع والظمأ !.. ومن ينجوا من الجوع والظمأ قد لاينجوا من الإحتيال !.. ويطول الحبل وتكثر الإحتمالات .. ويبقى الأكيد أن الفرق شاسع بين الحقيقة والزيف .. وشاسع أيضا بين الجنة والجحيم !..
ولأننا لانريد أن نقع في (الفخ) إياه ، فسنفترض (حسن النوايا) لصاحبنا بأنه كتب مقاله بدافع حب الجزائر ، وحرصا على أن لاتصلها (عدوى الطائفية) !.. وسنغفر له هذه المرّة (زلته) في رميه لإسمه (مبتورا) في وجوهنا قُرّاءا مُحترمين وأذكياء ، نعرف كيف نمُر بسلام وسط الزبالة دون أن تتسخ عقولنا بالرّش العشوائي والإعتباطي للدهانات الصفراءِ حتى !.. على أن يكُف هو وجميع تلك الأقلام المتلوّنة كالحرباء عن العبث بآلام الوطن .. وأن يتخلوا عن ثقافة ذرّ الرّماد في العيون ، لأن الكلمة مسؤولية ، والصحافة أيضا مسؤولية ، خصوصا إذا كانت الجريدة تحتل الصدارة في الجزائر ـ على الأقل ـ من حيث عدد القرّاء .. وأن يُوجهوا جهودهم لتوعية الشباب بضرورة البقاء في أحضان الوطن ، والمُساهمة في بناء الجزائر بإحداث ثورة فعلية وحقيقية من أجل التغيير الإيجابي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظـة : كل الحروف التي تتناول حرائر الجزائر ، هي باقة ورد أرجوا أن يقبلنها مني .. وهي لاتكفي لأعبّر عن تقديري لهن .. / .. كما أعتذر منهن لو كان إدراجي لهن في الموضوع قد ضايقهن أو أشعرهن بالحنق والإمتعاض والإنزعاج .. / .. ولا أشك في قدراتهن على قراءة ما بين السطور ليلمسن رقتي وعطفي عليهن وراء القسوة الظاهرة ../ .. وليعلمن بأنني أكن لهن كل الحب والتقدير والإحترام .
تاج الديــن | 27 . 05 . 2011
مدونة رائعة ، و مواضيع مهمة تستحق المتابعة و التنويه ، أرجو أن يزورها إخواننا و أصدقاؤنا لتبادل المعارف و الآراء
ردحذفكما أرجو منك زيارة مدونتي و دعوة أصدقاءك لزيارتها و الإطلاع على آخر الأخبار بمنطقة الغرب الجزائر و كذا ولايتي وهران و عين تموشنت
وشكرا
karimpress.blogspot.com
tofik.maktoobblog.com
أخي الفاضل / الصحفي المتواضع : تواجدك هو الأروع .. واعذرني على إطالتي في الرّد عليك .. وقد كانت لي زيارة خاطفة إلى مدونتكم التي لا تقل روعة عن غيرها من المدونات .. وما الرّوعة في النهاية سوى في البساطة والصدق والتلقائية ، وأيضا في التواضع .. لك مني أخي الفاضل أطيب التحايا.
ردحذف