بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 31 مايو 2011

طبق حار جـدا ؟!

بعض الناس يُحبون العمل تحت الضغوط الشديدة ، بل هناك مَن لايقدّم أقصى ما لديه من طاقات في أعماله ومهامه الجادّة وكذا الترفيهية ، إلا تحت الضغط !.. وكأن الضغط العالي لهؤلاء يدفع الدّماء في شرايينهم بقوة ، وفي مشهد الطوفان أو الفيضان .. فتنطلق إنذارات الوحدات العصبية ، ويستفيق الإلهام في داخلهم ، فينكبّون على تجسيده بسرعة كبيرة جدا لكنها مُتقنة ، خوفا من تباطؤ النبض ، وتناقص الضغط ، ونوم الإلهام !..
حالة الضغط تلك التي يضع بعض الناس أنفسهم تحت طائلتها ، من أجل تفجير طاقاتهم الإبداعية !.. يضع البعض الآخر أنفسهم تحتها من أجل اللاشيء ، ولا ينالون من ورائها إلا التعب والعذاب !.. وأنا اليوم من النوع الأخير ، لأنني أحصد نتائج (حارّة) جدا لوجبات (حارّة) تناولتها طيلة نهار الأمس !..
هكذا أنا .. أصاب أحيانا بحُمى (الفلفل الحار) ، فتجدني أسأل عنه بجنون إذا كانت المائدة وأطباقها خالية وحتى من لسعات خفيفة منه مخلوطة بالبهارات !.. وإذا قيل لي إن البيت خالٍ من الفلفل ، فإنني أقوم بتسجيله فورا في (ذاكرتي العميقة والدائمة) ليكون على رأس الحاجيات (الأكثر ضرورية) للبيت !.. وبالأمس .. بالأمس كان نهارا مليئا بالولائم ، لأن مقدار ما أتناوله من أطعمة في الأيام الحارقة ، أضعاف أضعاف ما أتناوله في الأيام العادية التي ألعن فيها الفلفل ، بل وحتى لسعات الملح الزائدة أحيانا !..
في اللحظات التي أحاول أن أدفع فيها الأطعمة التي تغلي في بطني خارجا ، أدرك كم إني أعاقب نفسي وبقسوة ، لأنني أدرك جيدا ـ وقبل أن أقدم على تناول الحار ـ أنه سيتسبب لي في (لحظات حرجة) ، لكنني أرغب كل مرة في (تكرار) التجربة الحارقة من جديد !..
وهذا دأب بني آدم مع الآثام والذنوب .. فهم يُدركون أن لحظات الندم ، وعذابات الضمير (بعد) القيام بها ، أشد من لحظات لذتها (أثناء) القيام بها ، لكنهم يرتكبونها رغم ذلك !..



31 . 05 . 2011 



 

الاثنين، 30 مايو 2011

طفلتي لاعبة تنس مُحترفـــة ؟!

حين يتعلّق الأمر بالأبناء ، فالآباء بالتأكيد يبذلون قصارى جهودهم ، ليكون أبناءهم أحسن منهم ، أو أن يُحققوا إنجازاتٍ لم تسمح لهم (ظروف ذاك الزمان) بتحقيقها ، أو أن آباءهم هم ـ أي أجداد أبناءهم ـ توقفوا عن دعمهم في مراحل ما ، وهم عازمون على تجاوز تلك الحدود والمراحل مع أبنائهم !..
فمن كان والده ـ على سبيل المثال ـ (تقليديا) متعصبا لرأيه ، وفارضا لسيطرته وإرادته ، ورافضا لكل الحوارات ، وحازما في التعامل .. سيحاول أن يكون مُتفتحا أكثر مع أبنائه ، وسيحاول أن يكون صديقهم ـ الذي عجز والده على أن يكونه له هو ـ أكثر مما يكون والدهم الذي يأمرهم وينهاهم بشدة وحزم !.. هو يأمرهم وينهاهم ، لكن بطريقة (ساخرة) ، وعوض لهجة (الصرامة) يستعمل لغة (المزح والهرج) لإيصال رسائله ، ومهما بلغت من أهمية !..
ومَن كانت العوائق المادية ـ كفاقة أهله ـ سببا في إنهاء الكثير من أحلامه ، وإجهاض الكثير من طموحاته في الحياة ، سيصب جامّ غضبه على العمل ، وعلى تحقيق مكاسب مادية (تعزيه) في حرمانه الماضي ، وتدفعه إلى إغداق أطفاله بالدلال حدّ الإسراف في (العواطف والماديّات) أحيانا !.. وهو لا يرى في كل ذلك إلا أحلامه الفقيدة ، ويٌحاول إحياءها في أطفاله !..
بالنسبة لي أرى الكثير من المشاريع التي بدأت فعلا بطرحها أمام طفلتي الصغيرة !.. هي لم تتعوّد بعد حتى على الوقوف أو المشي بثبات ، ولم تتعوّد بعد على النطق السليم لأغلب الحروف والكلمات ، سوى ما تعلق بـ (ماما) و(بابا) و(واوة : وتعني بها الحلوى) ، وبعض أسماء الأعمام والأخوال !..
فأنا مثلا أفكر في أن أعلمها الموسيقى ، والعزف على آلة البيانو تحديدا ، حتى أني إشتريت لها فعلا بيانو ألعاب ، يحلو لها كثيرا أن تضغط بسبابتها على نوتاته وتغير ألحانها الواحدة تلو الأخرى !.. مشروع (الفنانة) الذي أرغبه لإبنتي من أعماق قلبي أن تعلق تلك (الأنغام الملائكية) و(الألحان العفيفة الطاهرة) بشغاف قلبها ، وأن تتعلق بالموسيقى الهادفة ، لا أن تكون من (فنانات العُري والكباريهات)و(إستعراض الأجساد والمفاتن)و(رمي الناس بسهام الأحداق والعيون) .. بل أن تكون (مُنشدة) تغرد على العالمين بصوت عذب وأصيل ، وعلى أنغام معاصرة !.. لتكون سفيرة (لشغفي) بالفن الرّاقي والأصيل ، بما أنني سأبقى ـ لو إختارت أن تكون كذلك ـ وكيل أعمالها المادية والأخلاقية !..
أريد لإبنتي أن تكون لاعبة تنس عالمية ، تتألق على الميادين الصلبة والترابية ، في الأجواء المفتوحة ، وفي القاعات المُغلقة ، وأتخيلها تنافس كبريات اللاعبات على الألقاب العالمية ، لأنني أعرف صلابتها وإصرارها في نفسي ، وأعلم مدى قدراتها وأقصى طاقاتها ، وأقصى ما يُمكن لها أن تحققه ، لأنها قطعة مني ، ومن إحساسي بالمسؤولية تجاه كل ما أقوم به حتى ولو كان ألعابا !.. أعلم أنها ستكون أكثر عِنادا مني ولن ترضى بغير النجاح بنزاهة ، وكدٍّ ، وعمل ، وإجتهاد !..
لكن المفارقة أن حلم (المُنشدة) أقرب إلى التحقيق والواقعية من حلم (لاعبة التنس) ، لأن لاعبات التنس يجب أن يرتدين (تنورات قصيرة) ، ولأنني مسلم وحريص على أن تكون للأحلام أيضا أسقفا لكي لاتتحوّل إلى كوابيس ، فإني أمنح نفسي الوقت الكافي ـ ما كان في العمر بقية ـ للبحث في آلية للتوفيق بين رياضة التنس ، ولاعبتها المسلمة التي تستر جسدها !..
وإلى أن تستطيع (آية) حمل المضرب ، وإلى أن تختبر رغبتها وميولها تجاه الكرة الصفراء ، يبقى مُتسع من الوقت أمام المسلمين لمناقشة إستحداث مدارس وبطولات رياضية بمعايير إسلامية ، تتيح للآباء أمثالي من الشغوفين بتعليم أبنائهم الرياضة ، أن نرى أطفالنا يحققون أحلامنا بأحلامهم .. أو أحلامنا فقط بدون أحلامهم .. أويحققون أحلامنا وأحلامهم معا وتلك غاية المُنى .




 

30 . 05 . 2011 



 

الأفغان ومستنقع القوات الأمريكيـة !

أصبحت تصرفات قوّات حلف النيتو المتواجدة بأفغانستان ـ وتصرفات الفصيل الأمريكي منها على وجه الخصوص ـ جنونية إلى حدٍّ لايوصف !.. وباتت تلك القوات تشكل خطرا على أمن وسلامة الأفغان ، وتهديدا (حقيقيا) لحياتهم ، أكثر من كل الخطر وكل التهديد (الوهمي) الذي يُمثله (التنظيم الإرهابي) لطالبان ، والذي قدمت تلك القوات إلى أفغانستان من أجل حماية الأفغان والعالم منه ؟!..
فتلك القوات أصبحت لاتتوانى عن الرّد على (الطلقات) المتفرقة والعشوائية لعناصر طالبان ، بـ (صواريخ) تستهدف قرى بأكملها ، تقتل مدنيين أغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال !.. طبعا فباقي الشرائح تنزوي تحت ألوية طالبان !.. وأمريكا يُغضبها أن تكون أفغانستان كلها طالبان !..
أحد القرويين صرح لوكالة الأنباء (بي . بي . سي) بأن : عناصر من طالبان أطلقت النار على القوات الأمريكية ـ (وبدا من نبرة صوته ، ومن طريقة وصفه لهجوم عناصر طالبان على القوات الأمريكية ، أن الهجوم كان مُحتشما ، ومتواضعا ، وليس بمستوى فعال يُخلف قتلى أو حتى مُصابين) ـ فردّت القوات الأمريكية على الهجوم بهجوم أقسى ، لم يستهدف حاملي البنادق (الصدئة) ، والرشاشات (الروسية) العتيقة .. بل إستهدف أسرا ، وعائلات ، وأطفالا صغارا جدا جدا حتى على الهرب من القصف !..
أمريكا تعرف أن معركتها مع طالبان خاسرة ، منذ أول يوم وطأت فيه أقدام جنودها أرض أفغانستان !.. لكنها تكابر رغم وضوح الصورة ، بأن أكبر قوة في العالم تقف عاجزة عن القضاء على حركة (متخلفة) و(فوضوية التنظيم) كطالبان !.. وإلا فكيف نفسر (رد الفعل) (الأكثر فوضوية وهمجية ودموية) للقوات الأمريكية ، على (الفعل) الذي يبدو أكثر (رُقيا) لعناصر طالبان ؟!..
ففي هذا المشهد الأخير للهجوم الأمريكي على المدنيين ، تظهر عناصر طالبان (مأمونة الجانب) من طرف القرويين والمدنيين الأفغان ، فهي (مرّت بسلام) على تلك القرية على الأقل ، ولم (تذبح) أحدا من سكانها .. أما القوات الأمريكية فهي ضحّت بالقرية بكاملها (إنتقاما) من طلقات عشوائية من عناصر طالبان ؟!..
فأي منطق ذاك الذي يُبيح قتل الأطفال حتى لو كان آباؤهم إرهابيين ؟!.. وأي معادلة (جائرة) تلك التي تُجيزُ الرد (بالصواريخ) على (الطلقات) ؟!.. وأي سلامٍ يبحث عنه مَن يقتلون كل يوم عشرات المدنيين في الصباح (ويُقدّمون إعتذارهم على ضعفهم) في المساء ، أو يقتلونهم في المساء وتحت جُنح الظلام (ويقدمون إعتذاراهم على جبنهم) في الصباح ؟!..
هو المنطق الأمريكي الغارق حدّ (الحنق) والجنون في (مستنقع أفغانستان) كما يُسميه .. رغم أن الأفغان كما العالم من حولهم ، يُدركون أن الأفغان هم الغارقون في مستنقع تلك القوات !.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  ... 30 . 05 . 2011


الأحد، 29 مايو 2011

تحركات شيعية مشبوهــة ؟!

تشهد المعسكرات الشيعية ـ المٌتناثرة بمنطقة الشرق الأوسط ـ حالة إستنفار قصوى هذه الأيام ، لإحتواء ما يمكن إحتواؤه من (إمتداد إقليمي إيراني) في المنطقة العربية !.. فقبل أيام ، إحتفل حزب الله اللبناني بعيد نصره ، وأنصت اللبنانيون لنصر الله ، الذي ظهر في إحتفاليته بعيد نصره لهذا العام حزينا ، كئيبا ، وشاحب الوجه ؟! ..
كيف لا ونصر الله هذا العام ، لا يشعُر بحلاوة نصر ذاك العام ، لأن الإنتفاضات الشعبية العربية تعكّر صفوه ، وتجعله يشعر بالمرارة !.. ويشعر بالضيق والحزن رغم الأعداد الكبيرة للمناصرين الذين يحيطون به ويهللون له ؟!.. كما لم تظهر عليه الطمأنينة رغم أنه خطب في مريديه عبر (شريط فيديو) مسجّل ؟!..
نصر الله في إحتفاليته لهذا العام ، يشعر بالخيبة من إنتفاضة الشعب السوري في وجه العلويين ، وكانت جلّ رسائله موجّهة إلى ذاك الشعب ، أن يغض الطرف عن إنتهاكاتهم ، ويصبر على ساديّتهم وغطرستهم ، لأنه متأكد بعد (مشاهدات وإستماعات مباشرة) من القيادة السورية ، بأن هناك خطوات إصلاحية (جادة) تعتزم القيام بها ؟!..
نصر الله قابل الأسد ـ بإعترافه هو ـ واستمع إلى خططه لقمع شعبه ، وإبقائه تحت السيطرة الشيعية مهما كلف الأمر !.. فعاد إلى لبنان أين (نقل) رسائل (الأسد) المُوجهة إلى (الشعب السوري) عبر (القنوات الشيعية المُعتمدة) ؟!.. لماذا يتحدث نصر الله بالنيابة عن القيادات السورية إذا لم تكن له وصاية على الشعب السوري أكثر من تلك التي للرئيس الأسد نفسه ؟!.. ولماذا ينكبّ الأسد على التنكيل بالشعب السّوري في صمت ، في الوقت الذي يُطل فيه نصر الله على السوريين والعالم ليُدافع عن إنتهاكاته ، ويدعوهم فيه إلى إعطائه (فرصة) للإصلاح ؟!..
الواقع أن التحركات الشيعية ، ليست على مستوى سوريا ولبنان فقط ، بل حتى في العراق يتصدر مُقتدى الصدر المشهد السياسي هناك ، بدعوته (المُفاجئة) إلى المُطالبة بالرحيل الفوري للقوات الأمريكية !.. رغم أن الجميع يعلم أن الشيعة كانوا أكثر المُهللين للغزو الأمريكي للعراق ، وهم أكثر المُستفيدين من النفوذ المالي والسياسي بعد الغزو الأمريكي للعراق !.. كما أن الشيعة هم أكبر حليف لأمريكا في العراق ؟!..
كلها تناقضات واردة في عرف الشيعة ، لتنصيع صورتهم التي لن تخفي بشاعتها ، مساحيق تجميل (الوطنية) و(الشرف) و(المبادئ) !.. فالجميع أصبح يُدرك حقيقة أن تلك الدعوات ، وتلك التحركات ، إنما هي في سبيل الحفاظ على نفوذهم في المنطقة العربية ، وزيادته ـ بإستغلال كل الفرص التي تتاح أمامهم ، وبكل الطرق شرعية كانت أم غير شرعية ـ وما عرفوا إلى ذلك سبيلا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
...| 29 . 05 . 2011 




السبت، 28 مايو 2011

الدّيــن هو حامينا !

يُتهم المسلمون بحماية دينهم ومُعتقدهم بحدّ السيف ، رغم أن أغلبهم توقفوا ـ ومنذ زمن بعيد ـ حتى عن الدفاع عن أبسط حقوقهم في (الإحترام) !.. وهم يتعرّضون ـ وبشكل مُكثف ـ إلى هجمات شرسة تنتقص من شأنهم وشأن دينهم ، وتستهزأ بمعتقدهم كما لايُفعل بأي معتقد آخر على وجه الأرض ؟!..
لو لم يكن دين الإسلام دين حق ، لما إستنفذ المفكرون طاقاتهم (المحدودة) ، ولما تكبّد النقاد والباحثون كل ذلك العناء للبحث عن (ثغراتٍ) تثني من عزيمة مُريديه ومُعتنقيه ، وتقوّض مساعيهم وجهودهم ، وصبرهم على أذى العالم في صمت !.. لكن ولأن هذا الدّين عظيم ، فقد سخر الله له (خيرة أعدائه من المُحدّثين ، والفلاسفة ، والزنادقة) ، لينكفِئوا على دراسته وزيادة شهرته ولو بالقدح فيه ، وبمعارضة تعاليمه !.. فهم وإذ يُريدون التشكيك فيه ، فهم يدفعون البُسطاء والعامّة من الناس ، إلى الإهتداء بين ظلاميتهم إلى أنوار الحق !..
أرأيتم يا عُذالُ كيف أنكم عكس ما تظنون بأنفسكم من مكر ؟.. وبأنكم إذ تعتقدون بأنكم أكبر من خالقكم ـ الذي تُنكرونه وتحاولون نفي وجوده بالكفر برسالته إلى عباده ـ فأنتم تُعجزونه أن يُثبت ـ بإنكاركم له ـ حقيقة وجوده ، ويتكشف بين حروفكم الظلامية أمام (أولي الألباب) ؟!.. فهل ما زال إعتقادكم راسخا بأنكم من أولي الألباب ؟!..
(إن الدين لله) ، هي حقيقة يُدركها كل مُسلم ، ومن لم يُصدّقني فليسأل أي مسلم يُجاور مسيحي أويهودي على رقعة واحدة من الأرض !.. لأن ذاك المسلم يتعرض ـ يقينا ـ لضغوط ، ومُضايقات كبيرة منهما قصد إستفزازه ، وإجباره على تقديم تنازلاتٍ جمّة دفعا لتهمة (التطرف) عن نفسه ؟!..
لو كان المسلمون يحمون دينهم و(إلههم) حقا ، لما أقدم النصارى واليهود والمجوس والملحدين على إحراق المصاحف ، والتنكيل ببعض المسلمين أمام العالم في كل حين ؟!.. فما الذي يدفع كل أولئك إلى التكاتف والتعاضد والتحالف من أجل هدف واحد هو : النيل من الإسلام والمسلمين ؟!..
هي حقيقة أن الإسلام يدعوا إلى ضبط النفس تحت أشد الضغوط وأقساها ، ويدعوا إلى الصبر على الأذى !.. وحقيقة أنه يحمي هذا الإنسان ـ والكائن الضعيف أمام شهواته ونزواته ـ من نفسه ، بِحثّه على مقاومة إغراءاتها ، ورفض دعواتها إلى الفسوق والمُجون !..
الإسلام هو الذي يحمي المُسلمين وليس العكس ، لأنه يُهذب أخلاقهم ، فلا يَظلِمون ، ولا يعتدون ، ولا يزنون ، ولا يكذبون ، ولا يسرقون ، ولا يعيثون في الأرض فسادا .. وأن يُعاملوا الآخر بخلق حسن !.. الآخر بمفهوم الإسلام هو كل من لايُؤمن بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يعتدي بالسلاح على المسلمين وأراضيهم .. الإسلام يدعوا إلى كظم الغيظ ، والعفو ، والحلم على الكافرين والجاهلين ، رغم إعتداءاتهم ما لم تصل إلى حد الإعتداء الجسدي !..
هل بقي مجال للقول بأن المُسلمين هم مَن يقومون بحماية مُعتقدهم ، وليس مُعتقدهم هو مَن يحميهم من شرور أنفسهم في المقام الأول ، وحمايتهم من شرور الآخر الذي يُحاول ملأ (فراغه وإفلاسه الرّوحي) بـ (قلب الأدوار) ؟!.. مع أنه في كل ذلك ( لن يضُرّ الله شيئا) !.. وهو أيضا من حيث لايدري ، يرفع من شأن الإسلام والمسلمين ، ويدفع بأعداد كبيرة من الناس عبر العالم إلى التنقيب والبحث عن هذا الدين ، وأغلبهم يعتنقونه في النهاية !.. فـ (الله غالبٌ على أمره) وهو (على كل شيء قدير) ، ونحن الضعفاء مَن نحتاج إلى دعمه وعونه ، ونحتاج إلى حمايته !.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
...| 28 . 05 . 2011 




الجمعة، 27 مايو 2011

المدينــة !



كان يرتدي بنطالا قصيرا . وجوارب بيضاء طويلة تعلو جزمته بقليل . وكانت ألحان الغرام تنتشر في الأجواء . فتهادى وتراقص على أثيرها أثناء مسيره على الطريق الطيني الذي يتوسّط القرية !...
على طرفي الطريق الطيني ، تناثرت بيوت الفلاحين وحقولهم . وأمامه كان يسير صبيّان كانا يتراقصان أيضا على أنغام المجهول العذبة ، فانسجم معهما في الإيقاع . تنبّها إليه وأخذا يتضاحكان ويُسايرانه في الإيقاع !..
وصل الصّبيان إلى مكان قرب حقول الذّرة المُسيّجة وجلسا . وتابعا خطواته المنتظمة التي سارت على نفس الوتيرة والإيقاع ولم تنقطع . وبعيدا عنهما كان يقف صبيٌّ ثالث يُراقب المشهد وهو باسم . يُمسك بإحدى يديه عمودا من أعمدة السّياج ، وبيده الأخرى يُمسك بوسطه !..
إندفع مجذوبا بتلك الأنغام وسط (زقاق) بين الحقول . والتقى بسيّدة تحمل فوق رأسها صندوق سمك ، فانحنى أمامها وحيّاها وواصل المسير !..
في الجانب الآخر من الزقاق ، تتواجد حبيبته . وكانت وقتئذٍ تتزيّن من أجله ، وترش المساحيق على وجهها الأسمر من أجله . وبعد لحظات كان عندها ، وعانقها بشوق . وأخذا يتحدّثان عند باب شقتها مدّة ، قبل أن يأخذ بيدها ويسيران معا في رحلة العودة على نفس الطريق الطيني ، لكن هذه المرّة هو يأخذها في رحلة إلى المدينة !..
ركبا في القطار . فجلست بالقرب منه . وأسندَت رأسها على كتفه . فكان يهمس لها في أذنها . فتبتسم أحيانا من همساته المُدغدغة ، وتنفجر ضاحكة في أحيان أخرى ، وحين تفقد السّيطرة !..
أمامهما كانت تجلس أمٌّ ترضع طفلها دون أن تغطي نفسها . فكانت ترفع رأسها نحوهما كلما تعالت ضحكاتهما !..
وصلا إلى المدينة ، وأخذا يجوبان شوارعها وأسواقها . وفي إحدى الأسواق توقفت فجأة أمام دكان حلاقة علق صاحبه على الواجهة صورا لأنواع من الحلاقة !.. فأخذت تتحسّس رأسها الحليق . فحضنها إليه وأدخلها المحل !..
حلقت ما تبقى من شعر رأسها الحليق . فهنأها بتصفيفة شعرها الجديدة بأن طبع قبلة على جبينها !..
واصلا تسكعهما في المدينة طوال النهار . وفي المساء إنتهى بهما المطاف أمام نادٍ ليلي . ولأنهما كانا مُتعطشين للإرتواء من أجواء المدينة ، إقتحما المكان . ودخلا عبر بوّابته الحديدية إلى ممر ضيق يقود إلى بهو النادي !..
على طرفي الممر يقف أناسٌ بعضهم مُنتشٍ يُحيّي الوافدين إلى المكان بحرارة . وبعضهم الآخر يستعرض عضلاته ويُقطب حاجبيه للإستقواء على الضعفاء من الوافدين . وآخرين يحضنون بعضهم البعض وتلتحم أجسادهم ببعضها البعض !..
وصلا إلى البهو ، وقابلتهما سيدة آسرة العينين غطت رأسها بوشاح بُنيٍّ مُزركش ، جالسة بثبات وثقة على كرسي عالي قبالة الباب مُباشرة . فاستدارا يمينا وقابلهما مشرب النادي . حيث تجلس شابة سمراء يافعة ، تضع قبعة بيضاء ، وحول عنقها عقد أبيض . وأمامها كأس نصف ممتلئ !..
فجابت أعينهما المكان ، فأبصرا شابا يضع نظارات سوداء ، يرقص فوق إحدى الطاولات بجنون . وعلى ركنٍ تتكئ سيدة ترتدي فستانا أزرقا شفافا يُظهر تفاصيل جسدها ، وتعبث بخيوطه المُتدلّية . وفي جهة أخرى رجلٌ في العقد الخامس ، قصير القامة ، قد إكتسح البياض سواد شعر لحيته ، يرتدي سترة زرقاء وقبعة وردية ، ويرقص بجنون أكثر من جنون الشاب !..
وبجانب أحد الأعمدة المُربعة تجلس إمرأة يافعة . تحك ذقنها الدقيق ، وكأن الشك إعتراها ، أو هلاوس الشراب أوهمتها بأن شعر الذقن قد نبت لها !..
وفي الجهة اليُسرى للمشرب يجلس رجلان . ينظران بإمعانٍ إلى أرضية المشرب العتيقة والمُتشققة تحت أرجل الرّاقصين . ولا يرفعان رأسيهما كالصنمين !.. وبمحاذاتهما عاشِقٌ يُمسك بخصر معشوقته . وكهلٌ مُتجهّمٌ ينظر إليهما بحزن !..
تبادلا النظرات ، وابتسما . وخرجا وقد زاد سكرهما بعشق بعضما ، وبأجواء السّكارى تلك ، واستقبلتهما عند باب النادي موسيقاهما ، وتراقصا على أنغامها عائدَين إلى القرية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... | 27 . 05 . 2011
    ( من وحي سحر أفريقيا )



أكراد وشيعة وأقباط في جنة الجزائر ؟!

إفتتح الكاتب مقاله برقم (ألف) طلب يتقدم به الأكراد والشيعة والأقباط سنويا ، بمُختلف ولايات (الوطن) !.. الوطن الذي تتهاطل عليه تلك الطلبات كبيرٌ في (وجدان) المُتحدث عنه ـ أو هكذا يحاول أن يبدوا ـ لذلك تأخر في التنبه إلى أنه قد بالغ كثيرا كثيرا ، في جعل ذلك العدد الكبير من الإخوة الأجانب (يتملّونه) ويترجونه أن يمنحهم حق اللجوء إلى أراضيه ، وإمتلاك بطاقة التعريف الخضراء كما جميع مواطنيه !..
ينتبه صاحبنا من (إغفاءته) أو (شاردته) العاطفية ، فيستدرك قائلا : إن (المئات) فقط يتقدّمون بطلبات التجنيس تلك ؟!.. وبعدها بقليل هوى الرقم (مِن علٍ) واستقر على (عشرة) طلبات فقط تصل مكاتب ما أسماه (مصالح الأجانب) سنويا ، من أشقاء عرب وأفارقة ؟!..
والحق أني لم أعرف تحديدا ، لمن كان يوجه (صاحبنا) ـ الذي رمى بإسمه هكذا و(بدون لقب عائلي) ـ مقاله ذاك ؟!.. أإلى المواطنين (الوطنيين) الذين أصبحوا أوفياء للجريدة التي أيقظت فيهم الرّوح الوطنية ، بعد أن (أشرقت) عليهم ذات صباح بشمس فبركاتٍ ونعراتٍ (كروية صفراء)؟!.. فأصبح (الوطنيون الصّفر) ، يُصدقون (ببلاهة) كل ما يُنشر على صفحاتها ، والأدهى والأمر ، أنهم أصبحوا مُجبرين على تقبّل (محدودية) المصادر حتى تلك المتعلقة بكنية الصحفي كاتب المقال (هذا إذا كان فعلا كاتبا أوصحفيا) ؟!.. أم هي دعوة منه إلى جميع الأجانب الذين يتمتعون بأجساد الجزائريات (في الخفاء) ، وتحت غطاء زيجاتٍ (مؤقتة) بمسمياتٍ دخيلة كالعُرفي والمسيار والمطيار والتمتع وغيرها ، أن يُظهروا أنفسهم وعليهم الأمان (بأمر رئاسي) ، على أن يمضوا عقودا لـ (ثلاث) سنوات (كحد أدنى) لـ (شراكة التناسل) تلك ؟!..
لا أعرف لم كان صاحب المقال ، يحاول إيهام قرّائه ـ وطنيين صُفرا ، أو أجانب سودا وبيضا وحُمرا ـ بأن الجزائر جنة فيها حورا عينا ، يُقبل عليهن الأكراد والشيعة وحتى الأقباط !.. رغم أننا جميعا نعرف ـ جزائريين وأجانب ـ بأن الجزائر جحيما يهرُب منه (حقيقة لا تسويفا) آلاف الشباب سنويا نحو المجهول !.. نحو عرض البحر ، ونحو الآلاف من المآسي والنهايات !.. فمَن ينجوا منهم من الغرق قد لا ينجوا من القروش والحيتان !.. ومن ينجوا من القروش والحيتان قد لاينجوا من الجوع والظمأ !.. ومن ينجوا من الجوع والظمأ قد لاينجوا من الإحتيال !.. ويطول الحبل وتكثر الإحتمالات .. ويبقى الأكيد أن الفرق شاسع بين الحقيقة والزيف .. وشاسع أيضا بين الجنة والجحيم !..
ولأننا لانريد أن نقع في (الفخ) إياه ، فسنفترض (حسن النوايا) لصاحبنا بأنه كتب مقاله بدافع حب الجزائر ، وحرصا على أن لاتصلها (عدوى الطائفية) !.. وسنغفر له هذه المرّة (زلته) في رميه لإسمه (مبتورا) في وجوهنا قُرّاءا مُحترمين وأذكياء ، نعرف كيف نمُر بسلام وسط الزبالة دون أن تتسخ عقولنا بالرّش العشوائي والإعتباطي للدهانات الصفراءِ حتى !.. على أن يكُف هو وجميع تلك الأقلام المتلوّنة كالحرباء عن العبث بآلام الوطن .. وأن يتخلوا عن ثقافة ذرّ الرّماد في العيون ، لأن الكلمة مسؤولية ، والصحافة أيضا مسؤولية ، خصوصا إذا كانت الجريدة تحتل الصدارة في الجزائر ـ على الأقل ـ من حيث عدد القرّاء .. وأن يُوجهوا جهودهم لتوعية الشباب بضرورة البقاء في أحضان الوطن ، والمُساهمة في بناء الجزائر بإحداث ثورة فعلية وحقيقية من أجل التغيير الإيجابي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظـة : كل الحروف التي تتناول حرائر الجزائر ، هي باقة ورد أرجوا أن يقبلنها مني .. وهي لاتكفي لأعبّر عن تقديري لهن .. / .. كما أعتذر منهن لو كان إدراجي لهن في الموضوع قد ضايقهن أو أشعرهن بالحنق والإمتعاض والإنزعاج .. / .. ولا أشك في قدراتهن على قراءة ما بين السطور ليلمسن رقتي وعطفي عليهن وراء القسوة الظاهرة ../ .. وليعلمن بأنني أكن لهن كل الحب والتقدير والإحترام .
تاج الديــن | 27 . 05 . 2011