أخيرا تمّ القضاء على (رأس الأفعى) ، على حدّ تعبير أحد المواطنين الأمريكيين المُوجّهين تماما كما هو حال جميع شعوب العالم الخاضعة (لكولسة) الساسة وشائعاتهم وفوضاهم التي تخدم تيّاراتهم الحزبية وترفع نسب المُصوّتين لقوائمهم الإنتخابية !.. فكل المُستجدّات ، والطوارئ ، وحتى النهوض المُبكّر للإعلان عن نبأ عاجل مُفبرك لمقتل زعيم كارتوني لتنظيم وهمي .. كلها أمور مدروسة مُسبقا في إدارة البيت الأبيض ، وخططا موضوعة سلفا لبداية الحملة الإنتخابية للديمقراطيين !..
والمتابع للسياسة الأمريكية ، يرى بسهولة كيف أن إشهار ورقة (الإرهاب والقاعدة وبن لادن) قبل موسم الإنتخابات الأمريكية بقليل ، أصبح يحقق حصادا وفيرا في صناديق الإقتراع منذ تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر ألفين وواحد !.. فالورقة إياها تؤثر على الأمريكيين بشكل كبير سواء بالسلب أو بالإيجاب ، وقد تفاعلوا (بعد الأحداث الدّامية) مع قسوة ، وجرأة ، وصرامة ، وحزم الجمهوريين في الرّد على الدّول المتهمة زورا برعاية الإرهاب ، وتفعيلهم للقوة العسكرية الأمريكة ، بمكافأتهم بالتصويت لهم في عهد بوش الذي صنع من القاعدة والإرهاب ، والإسلام وبن لادن شياطين تتربص بأمريكا وشعبها ، وتتحين الفرص لإحراق أمريكا ، فنال مباركة الشعب الأمريكي لغزو العراق وأفغانستان بحثا عنها ، وأعيد إنتخابه بعدما إستطاع شحن الأمريكيين سلبا ضد الإسلام على إعتباره خلفية للإرهاب !..
وبعد مرور عشر سنوات على إعلان الحرب ضد الإرهاب ، هاهو أوباما ينهيها لنفس (الأسباب الوهمية) ونفس الدّواعي التي أدّت إلى إندلاعها : (القاعدة وبن لادن) !.. أوباما الديمقراطي يهتدي إلى نفس الحيلة القديمة لسلفه الجمهوري ، ويستحضر سحرها على الأمريكيين لكن بطريقة عكسية تتوافق وإعتدال الديمقراطيين ، وتستوفي إلتزاماتهم بسحب القوات الأمريكية من مستنقع العراق وأفغانستان ، وهو البنط العريض لحملتهم الإنتخابية قبل ثلاث سنوات !.. ليجعل الشعب الأمريكي يربط ليله بنهاره في إحتفالية عامة لنهاية الكابوس !.. كابوس كان بوش سببه واستحق عليه إعادة الإنتخاب حينها رغم مرارته وسلبيته .. وأنهاه أوباما اليوم بإعلان مقتل بن لادن وهوإنجازٌ يأمل أن يجازيه ويكافئه عليه الشعب الأمريكي بإعادة إنتخابه بعد عام !..
فكم إن التفاصيل هي فقط ما يختلف عليه الجمهوريون والديمقراطيون أما الجوهر فهو واحد !.. واسمح لي أيها الشعب الأمريكي (العظيم) ، فلم أكن أعلم أنك بهذه السذاجة و(...) !.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن | 04 . 05 . 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا لو أردت