أهم نقطة تحسب للشعب اليمني ، هي حفاظه على سلمية ثورته !.. وهي نتيجة عكست كل التوقعات التي تكهنت ـ في بداية الإنتفاضة الشعبية ـ بتحول اليمن إلى بركة من الدماء ، بتقاتل أهله فيما بينهم وتناحرهم في سبيل قضايا جهوية وقبلية وطائفية !..
ورغم أن الشعب اليمني هو الضحية ، وأن نظام صالح هو الجاني .. إلا أن مماطلة النظام اليمني في الرحيل مُقدّما كل الذرائع والحُجج وبكل الوسائل والطرق ، إلا بطرق القوة والعنف والسلاح ، أمرٌ يُحسب للنظام حتى وقت قريب على الأقل !..
فالنظام اليمني يعتاش ـ من أجل بقائه ـ على (المراوغة الطريفة) .. و(حاشية الكرسي) ـ من أصحاب المصالح من (مجرمين سابقين) و (شركاء الفساد) و (أفراد من عائلة صالح) ـ تعتمد على (كاريزما) علي عبدالله الكرتونية الباعثة على الفكاهة والسخرية ، لإطالة أعمار (أنابيب السيروم) الممتدة بين أجسادها وجيوبها ، وبين خزائن الدولة وأموال الشعب !.. وحتى وقت قريب كانت تلك العصابة راضية بوضعها وبمكتسباتها ، رغم النداءات المُتكررة من الشارع تُطالبها بالرحيل !..
النظام اليمني ـ وبكل عيوبه ونقائصه ورغم إستبداده ـ يبقى الأفضل والأرقى في تعامله مع الموجة الإحتجاجية ، من بين كل النظم العربية التي ناهضتها شعوبها !.. فهو لم يلجأ إلى القوة والعنف كخيار مبدئي ، وكترمومتر لجس نبض الشارع وقياس درجة خوفه من الأجهزة الأمنية القمعية !.. ولم يلجأ أيضا إلى التعتيم على أجواء اليمن ، أو سدّ المنافذ أمام وسائل الإعلام العالمية لتغطية ما يجري هناك أوّل بأوّل !..
وأكثر ما يشدّ في السيناريو اليمني ، هو المقابلات والمكالمات التي يُجريها المسؤولون اليمنيون مع وكالات الأنباء ، ويدافعون من خلالها عن شرعية نظام (الأخ الرئيس) علي عبدالله !.. وهو مستوى من الديمقراطية لم تبلغه باقي الدول العربية على تشدق بعضها بالديمقراطية !..
ففي أيام الحرب والنار التي تحياها معظم الشعوب العربية ، يبقى النظام اليمني أحسن بكثير من غيره ، والأكثر رحمة ورأفة بشعبه حتى الأمس القريب !.. فعلا حتى دكتاتورية عن دكتاتورية تختلف ، ومستوى إستبداد عن مستوى آخر يختلف !.
31 . 05 . 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا لو أردت