حين يتعلق الأمر بالتبشير الديني ، فلابد من الوقوف مطولا أمام الديانة المسيحية ، بوصفها الأكثر حراكا ، بدليل الإنتشار الواسع لمبشريها في جميع الأقطار ، وتحديدا في أكثرها فقرا ، وجوعا ، وعوزا !.. بل إن تلك الأنحاء المظلمة تعد موردا مهما لتغذية الديانة العجوز بأعداد أكبر من المريدين ، الذين تستقطبهم في الأساس بأرغفة الخبز وبحفناتٍ من الأرز ، أو أي شيء آخر ماعدا التمر !.. ولماذا التمر ؟ .. لأن له علاقة بالعرب والمسلمين ! ..
لاضير في أن يحشد المسيحيون إمكاناتهم لتنصير كل من يقتنع بدعاويهم ويصدّق هراطقهم ، لكن عارٌ عليهم أن يساوموا الجوعى حتى على أسمائهم من أجل الفتات ! .. ففي نبأ أوردته إحدى الوكالات الإخبارية ، أن الناس في (مالاوي) مُجبرون على حمل أسماء مزدوجة ، أحدها ليدخلوا به المساجد ، وليُرضوا به ربهم الإسلامي ، والآخر ليدخلوا به المدارس المملوكة حصريا للمنظمات المسيحية التبشرية ؟! .. هذا ما صرح به مواطن من مالاوي يُدعى (سعد) لأنه مسلم ، لكنه في الأوراق الثبوتية التي تتيح له تلك الفرص المحدودة من التعليم والعمل الحكومي يُدعى (جو) ! ..
(سعد) كغيره من ملايين ضحايا تلك الشروط التعسفية لتأصيل المسيحية ، لم ترضخ روحه لتعاليمها العبثية ، ولم يمنعه حظر الأسماء الإسلامية من عبادة ربه والتقرب إليه بالصلاة كل يوم في جماعة .. فالعبرة في مكنونات القلوب لا في كلمات تلفظ ، وهذا ما يجعل الأرقام التي تصرح بها حكومة مالاوي عن نسبة المسلمين البالغة 30% ، غير دقيقة وتضليلية ، لأن النسبة الحقيقية أكبر من ذلك بكثير ! ..
لم أشأ القول في بداية حديثي إن الديانة المسيحية هي الأكثر إستعمالا للأساليب الملتوية في نشر تعاليمها ، ولاتتوانى عن تشويه باقي الديانات لتحقيق ذلك .. فما معنى أن يُمنع دخول المدارس على حاملي الأسماء الإسلامية إذا كان الهدف المزعوم من فتح تلك المدارس هو حق البشرية من التعليم دون تمييز بين الأعراق والمعتقدات ؟! .. الإجابة واضحة في أن الهدف الحقيقي والخفي من تلك الحملات التي يرفع أصحابها شعارات الإنسانية ، هو محاولة طمس أنوار الإيمان المتسللة إلى قلوب الناس بالفطرة ، ولا يمنعها من ذلك إكراههم على التعميد وتعليق الأصلبة في رقابهم ! .
ــــ
تاج الديــن : 12 ـ 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا لو أردت