شغلت شخصية الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرأي العام منذ توليه قيادة العالم ، على اعتبار أمريكا هي (الدولة العظمى)!.. وبدا أن كاريزما الرجل كوميديّة ، وشخصيته من المرونة بمكان صعّب عليه نفسه تسيير الشأن الأمريكي الداخلي ، ومنعته من التصرف بحزم ـ كما سلفه الأقرب بوش ـ مع القضايا الخارجية ! .. ولإعتباراتٍ ضاربة العمق في تاريخ الإنسان (الأفروأمريكي ) المرير ، لن يكون لتسلسل الأحداث أهمية في سرد حكاية أوباما مع (المعتقل الجحيم) المسمى غوانتنامو ، والذي لعبت تفاصيل لاإنسانية التعامل مع معتقليه ووحشيتها ، دورا مهما في فك الكثير من الرموز التي إستعصت على المراقبين لفهم سياسات وتوجهات أوباما ، وكل ما يرمي إليه من خلالها ! ..
فـ (الإضطهاد) كلمة مفهومة المعنى لدى جميع الناس ، لكن هناك فئات من البشر عانت ـ ولا تزال ـ فعليا من لعنته! .. والتاريخ لو يُنصف ـ رغم شكي في ذلك ـ لأنصف الأمريكيين الأفارقة ، لما عانوه من أمرّين على أيدي إخوانهم البيض !.. ولتَحدّث عن حملات التنكيل والإبادة ، والتطهير العرقي ، التي تعرضوا لها ولعقودٍ طويلة ، لاتزال آثارها عالقة في ذهنية ونفسية كل أفروأمريكي يتعايش مع عقدة النقص في شوارع أكبر دولة ديمقراطية ؟! .. وأوباما ليس بمعزل عن أحداث تلك الحقبة وكل تبعاتها ، لأنها جزء من كيانه بوصفه سليلا لـ (مارتن لوثر كنج) ، الزعيم الروحي لزنوج أمريكا ، والذي مات من أجل العدالة الإجتماعية ، والمساواة بين الأعراق ، ومن أجل الإنسانية .. بل وواجب أوباما الدفاع عن تلك المبادئ وانتشالها من غبار أرشيف السياسة العامة للبيت الأبيض ، ليس لأنها مبادئ كتبت بدماء أسلافه أولئك وتضحياتهم ، وإنما بوصفها مشاعر صادقة للتآخي ، والعفو ، والسلام ، لشريحة إجتماعية ما أمات الإضطهاد قلوبها ، وما أطفأ أنوار ضمائرها ! ..
متشبعا بتلك الروح المسالمة ، ومدفوعا بالطاقة القصوى لإحداث التغيير الإيجابي ، تقدم أوباما للترشح لرئاسة أمريكا .. واضعا برنامجا إنسانيا طموحا لإشاعة العدل على الأرض وبين الشعوب ، وكذا نصرة المظلومين في كل مكان ، لكنه ركز على مكان بعينه! .. مكانٌ شبيهٌ بتلك الأماكن التي سمع عنها في حكايا جدته! .. وتلك التي يصفها القساوسة بـ (جحيم أسلافهم) في أغلب عظاتهم داخل كنائس الحي ! ..
إنه جحيم غوانتنامو ! ..
أكبر بنط في برنامج أوباما ـ والذي ساهم بشكل كبير في فوزه بالرئاسة ـ كان : إغلاق المعتقل خلال عام على الأكثر .. فاستبشر العالم عموما ، والشعب الأمريكي خصوصا ـ سواءا كانوا بيضا متعاطفين ، يقتلهلم إحساسهم بذنب أسلافهم ، أو سودا مندفعين لإظهار سمرتهم ، وإسماع لكنتهم أخيرا ـ خيرا بهذا الأسمر القادم والواثق ، والأكثر مرونة من سلفه الذي خلط الأوراق ، وهوى بديمقراطية أمريكا وشعبيتها في مجال حقوق الإنسان نحو القاع !..
فاز أوباما بالرئاسة ومضى على أدائه القسم عامين كاملين ، لكنه لم يغلق المعتقل المشؤوم!.. وحين سُئل مؤخرا عن سبب تأخره في تنفيذ وعده؟.. قال : إن محاكمة المعتقلين عسكريا غير ممكنة! .. أي : إن نجاتهم من أساليب الإستجواب الوحشية للعسكر ، تعني أنهم مدنيين ، مستضعفين ، وأيضا أبرياء ! .. وأضاف أن إستجوابهم ذاك كان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الدامي! .. أي : حين اتهموا بالإرهاب زورا ! .. و قال بأن إطلاق سراحهم أيضا ليس واردا ، لأنهم أصبحوا خطرا على أمن الشعب الأمريكي! .. أي : إن المعتقلين كانوا مسالمين ، فأضحوا مشحونين بالعداء والكراهية لـ (ظلم أمريكا) تحت طائلة التعذيب !..
فماهو مصير أولئك المعتقلين ياترى ؟! ..
فـ (الإضطهاد) كلمة مفهومة المعنى لدى جميع الناس ، لكن هناك فئات من البشر عانت ـ ولا تزال ـ فعليا من لعنته! .. والتاريخ لو يُنصف ـ رغم شكي في ذلك ـ لأنصف الأمريكيين الأفارقة ، لما عانوه من أمرّين على أيدي إخوانهم البيض !.. ولتَحدّث عن حملات التنكيل والإبادة ، والتطهير العرقي ، التي تعرضوا لها ولعقودٍ طويلة ، لاتزال آثارها عالقة في ذهنية ونفسية كل أفروأمريكي يتعايش مع عقدة النقص في شوارع أكبر دولة ديمقراطية ؟! .. وأوباما ليس بمعزل عن أحداث تلك الحقبة وكل تبعاتها ، لأنها جزء من كيانه بوصفه سليلا لـ (مارتن لوثر كنج) ، الزعيم الروحي لزنوج أمريكا ، والذي مات من أجل العدالة الإجتماعية ، والمساواة بين الأعراق ، ومن أجل الإنسانية .. بل وواجب أوباما الدفاع عن تلك المبادئ وانتشالها من غبار أرشيف السياسة العامة للبيت الأبيض ، ليس لأنها مبادئ كتبت بدماء أسلافه أولئك وتضحياتهم ، وإنما بوصفها مشاعر صادقة للتآخي ، والعفو ، والسلام ، لشريحة إجتماعية ما أمات الإضطهاد قلوبها ، وما أطفأ أنوار ضمائرها ! ..
متشبعا بتلك الروح المسالمة ، ومدفوعا بالطاقة القصوى لإحداث التغيير الإيجابي ، تقدم أوباما للترشح لرئاسة أمريكا .. واضعا برنامجا إنسانيا طموحا لإشاعة العدل على الأرض وبين الشعوب ، وكذا نصرة المظلومين في كل مكان ، لكنه ركز على مكان بعينه! .. مكانٌ شبيهٌ بتلك الأماكن التي سمع عنها في حكايا جدته! .. وتلك التي يصفها القساوسة بـ (جحيم أسلافهم) في أغلب عظاتهم داخل كنائس الحي ! ..
إنه جحيم غوانتنامو ! ..
أكبر بنط في برنامج أوباما ـ والذي ساهم بشكل كبير في فوزه بالرئاسة ـ كان : إغلاق المعتقل خلال عام على الأكثر .. فاستبشر العالم عموما ، والشعب الأمريكي خصوصا ـ سواءا كانوا بيضا متعاطفين ، يقتلهلم إحساسهم بذنب أسلافهم ، أو سودا مندفعين لإظهار سمرتهم ، وإسماع لكنتهم أخيرا ـ خيرا بهذا الأسمر القادم والواثق ، والأكثر مرونة من سلفه الذي خلط الأوراق ، وهوى بديمقراطية أمريكا وشعبيتها في مجال حقوق الإنسان نحو القاع !..
فاز أوباما بالرئاسة ومضى على أدائه القسم عامين كاملين ، لكنه لم يغلق المعتقل المشؤوم!.. وحين سُئل مؤخرا عن سبب تأخره في تنفيذ وعده؟.. قال : إن محاكمة المعتقلين عسكريا غير ممكنة! .. أي : إن نجاتهم من أساليب الإستجواب الوحشية للعسكر ، تعني أنهم مدنيين ، مستضعفين ، وأيضا أبرياء ! .. وأضاف أن إستجوابهم ذاك كان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الدامي! .. أي : حين اتهموا بالإرهاب زورا ! .. و قال بأن إطلاق سراحهم أيضا ليس واردا ، لأنهم أصبحوا خطرا على أمن الشعب الأمريكي! .. أي : إن المعتقلين كانوا مسالمين ، فأضحوا مشحونين بالعداء والكراهية لـ (ظلم أمريكا) تحت طائلة التعذيب !..
فماهو مصير أولئك المعتقلين ياترى ؟! ..
أوباما لا يعلم ، لكنه يقينا يشعر بوقع خطى الجلاّدين في تلك الدهاليز النائية ، وبوطأة التعذيب على أجساد ونفسيات أولئك المساجين المساكين ، ويريد حقا إنهاء ذاك الوضع المأساوي .. لكنه أيضا يشعر بالشلل !..
صرّح أوباما مرة أخرى إذن بصراعه المرير مع عقدة إسمها غوانتنامو! .. العقدة المتقرّحة من رحِم تاريخ الإضطهاد القديم والحديث ، والتي كانت ـ أي العقدة ـ الضارة النافعة التي أصابت لجنة نوبل للسلام في تكريم الرجل الأسمر على نواياه في إستئصال شأفتها .. لكن يبقى السؤال مطروحا وبإلحاح : متى ؟! .
صرّح أوباما مرة أخرى إذن بصراعه المرير مع عقدة إسمها غوانتنامو! .. العقدة المتقرّحة من رحِم تاريخ الإضطهاد القديم والحديث ، والتي كانت ـ أي العقدة ـ الضارة النافعة التي أصابت لجنة نوبل للسلام في تكريم الرجل الأسمر على نواياه في إستئصال شأفتها .. لكن يبقى السؤال مطروحا وبإلحاح : متى ؟! .
ــــ
تاج الديــن : 12 ـ 2010
تاج الديــن : 12 ـ 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا لو أردت