جاء إختيار مؤسس موقع فيس بوك كأفضل شخصية لعام 2010 ، في الوقت الذي يتعرض فيه مؤسس موقع ويكيليكس إلى متابعات هي سياسية أكثر منها قضائية ! .. ورغم أن الأول حظي بالثناء والتكريم ، إلا أنه ليس بمنآى عن مصير الثاني وما يلاقيه من ضغوط ، فكلاهما عدوين لدودين يهددان أمن واستقرار الأنظمة والحكومات ، لأنهما يكشفان عوراتها ، ويفضحان تجاوزاتها في كل المجالات ، وتجاوزاتها في مجال حقوق الإنسان خصوصا ، ويتحديان سياسات التكميم الممارسة على الشعوب !..
فالفيس بوك الذي يضم حاليا أكثر من 350 مليون مستخدم ، نجح في توفير أجواء للديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي ، فيما أخفقت الحكومات الرسمية من توفير الحد الأدنى من كل ذلك ، رغم ما تحشده من إمكانات مادية وبشرية ! .. أما ويكيليكس فقد إستطاع أصحابه تسريب آلاف البرقيات من الحكومة الأمريكية ، وفضحوا نفاقها ونفاق أغلب حكومات العالم وفسادها !.. ما يُظهر جليا ثلاثية الأزل : الدولة ، الشعب ، الديمقراطية ؟! ..
فالديمقراطية هي حلم الشعوب الذي لاتستطيع الحكومات تحقيقه ، لأنه كابوسها الذي يمكّن العامة من التعبير عن آرائهم ، والمطالبة بحقوقهم .. وبما أن السياسة السائدة هي واجب الطاعة وحق الصمت ، فهي تتعارض مع النهج التحرري والديمقراطي الذي تسير عليه تلك المواقع وغيرها ! .. لذلك تجد الحكومات تحاول طمسها بالتشويش عليها وحظرها ، وتصويرها في هيئة الشياطين الساعين لزرع الفرقة وتشويه النظم ! ..
إستدر مؤسس موقع ويكيليكس تعاطف الملايين من البشر حول العالم ، لأنهم رأوا فيه الملاك الذي كشف القناع عن شيطان أمريكا الأكبر ! .. وظهر أنه حتى أمريكا الرائدة في مجال حرية التعبير آلمها كثيرا ما تعرضت له مكاتبها الديبلوماسية من خروقات وتسريبات ، ليس من أطراف إستخباراتية حكومية موازية ، بل من طرف قرصان معلوماتي أسترالي حر ، لا يملك حتى عنوانا دائما للإقامة ؟! ..
ما يوحي بأن المعلومة لم تعد حكرا على أحد ، بفضل ملائكة التكنولوجيا ـ أو هكذا يظهرون على الأقل ـ ، بل حتى إن الوثائق الحكومية التي يدمغها أصحابها بـ (سري جدا) أصبحت فرجة للشعوب (واللي ما يشتري يتفرج) .
ــــــــ
تاج الديــن : 12 ـ 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا لو أردت