بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 15 يناير 2011

أصبحنا وأصبح الملك لله !

يعتريني فضولٌ صبياني غريب عن إصطباحة التونسيين كيف كان طعمها ؟! لأنني أعرف جيدا نكهة دعائي اليومي  : ( أصبحنا وأصبح الملك لله ، ولا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) ؟! .. دعاء التلقائية والتسليم والتفويض إلى الله ، وهو ملك الملوك الذي يعز منهم من يشاء كما يذل منهم من يشاء ! .. وملك الملوك الذي يوليهم كما يُسقطهم ! .. وملك الملوك العادل ونصير المظلومين ! ..
لاشك أن التونسيين إصطبحوا بأنفاس عابقة بالحرية من قيود الجبابرة والطغاة ، الذين تبين بأنهم أضعف من الورق ، وأهش من الورق ، وأنهم جبناء حتى أمام حفيف الورق ! ..
التونسيون اليوم هم أسعد البشر لأنهم أقرب إلى الله من كل الشعوب ، لأن ملكهم الأوحد هوالله ، ولا ولاية بينه وبينهم ، ولا وساطة تحاول منعهم أرزاق الله ، ولا ملكية وضعية تحكم بالهوى وتعيث في البلاد فسادا وفي العباد تقتيلا ! ..
التونسيون اليوم هم أبطال العالم في الحريات بلا منازع ، لأنهم إستطاعوا قلب نظام إستبد بهم منذ ربع قرن ، وكبّوا بالجنرال الديكتاتور بن علي وعائلته في مزبلة التاريخ ! ..
التونسيون قدموا اليوم للعالم إثباتا قاطعا بأنهم لايحتاجون لوصاية من أحد ، سوى من الملك الأحد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفؤا ولا شريكا في الملك من أحد ! ..
التونسيون ظلوا يتقلبون في مضاجعهم ليلة الأمس ـ يقينا ـ بانتظار فجر جديد ، لايشبه أي فجر من فجور الأربعة والعشرون عاما الطويلة الماضية ، لأنه سيبزغ بنور رحمة الله التي حُجبت عن سماء تونس بفعل فاعل تاب بعد فعلته وتوجه تلقاء البقاع المقدسة ، ونرجوها توبة نصوحا من العبث بأرواح وممتلكات الشعوب ! ..
إنتهى الكابوس يا شعب تونس ، ورحلت الخفافيش ، وولت الظلماء بلا رجعة ، وآن لك أيها الشعب العظيم أن تتمتع بضوء النهار ، وتستنشق عبير الحدائق في أرجاء جنة تونس الخضراء التي حاول السحرة والمشعوذون قلبها جحيما ، وكنتم في وسطه ـ برحمة من الله ـ كما جدكم إبراهيم متوكلين ومحتسبين ، فكانت تلك النيران عليكم بردا وسلاما ! ..
ألف تحية لك أيها الشعب الذي إصطبحنا مثله بنشوة غريبة ، هي مزيج بين السعادة والذهول والفخر و .. و .. والكثير من أجمل المشاعر ! .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن : 15 . 01 . 2011 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أترك تعليقا لو أردت