بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 16 يناير 2011

مرثية العقيد في الجنرال المخلوع !

ليس بالغريب على العقلاء ملاحظة التطابقات المتكررة لبعض الأحداث ، وكذا التطابقات بين بعض الأمثال والحكم مع تصرفات بعض البشر ! .. ولأن (الطيور على أشكالها تقع) فمن الطبيعي أن يهتز كبرياء ملك ملوك أفريقيا لإهتزاز عرش جاره الآخر الذي وإن كانت مساحة دويلته محدودة ، إلا أنه يُناطحه في التأله والتجبر والطغيان ! .. ومن الطبيعي أن تكون لزلزال تونس إرتدادات تزعج الجيران على ذات الرقعة الجغرافية ، وذات المكونات الجيولوجية ، وحتى ذات التركيبات البشرية ! ..
فالعقيد فض مضجعه هول مصير (الزين) الذي أضحى (شين) ، ومشرد بين مطارات العالم دون أن يعبّره أحد ، حتى أولئك الذين كانوا يستقبلونه بالتقبيل والعناق نكروا معرفتهم به ، رغم أنه قضى في الحكم ربع قرن ! ..
العقيد يعي جيدا أنه ليس بمنآى عن مصير مشابه ، لذلك رمى ببزة العقيد المطرزة بالأوسمة الشكلية ، ورمى بالنظارات التي يضعها خصيصا ليحمي عينيه من شرارة النظرات القاتلة في عيون شعب يعرف بأنه يتوعده ، ويهدده بنفس المصير ، وربما بأسوأ من ذاك المصير ! ..
العقيد رمى بكل ثيابه المزركشة الغريبة ، التي لاهي عربية ولا هي إفريقية ، في ذوق غريب لديكتاتور لايعرف له وجهة محددة ولاهدف معين !.. ديكتاتور ينازع بين العروبة والإفريقية والأمازيغية ، وبين كتاب الله وكتاب خزعبلاته الأخضر !.. ديكتاتوريحاول الإلتفاف على شعبه بوضع إبنه في صفوف المعارضة فقط ليُرى على أنه المنقذ والمخلص من ظلم نظام الأب ، ليكون هذا الشبل من ذاك الأسد ! ..
العقيد رمى بكل ذلك وظهرعلى شاشات التلفزيون خصيصا بالأسود ، في مشهد للحداد على روح نظام بن علي البائد ، وأخذ يتلو مرثيته في الرجل الهارب ، ويصفه برجل الإنجازات ! .. رغم أن التاريخ يسجل هروبه فقط على أنه أنكى الخيبات لنظام حكم بقبضة من حديد ! .. وأخذ يتساءل عن جدوى إسقاط الشعب التونسي لشخص بن علي ليحرق بعد ذلك وينهب الممتلكات العامة والخاصة ، والرجل طبعا لايرى بأن الحرية من نظم كنظمهم لابد لها من تضحيات هي هينة بالمقارنة مع مكسب التحرر من قبضة الطغاة ! ..
العقيد يشعر بالأسى على مصيره المحتوم الذي رآى ملامحه فيما حصل لصديق دربه في الإضطهاد والإستعباد ، ولأنه أصبح يدرك أن لا عيش سيصفو بعد الآن ، وأن لامناص من الترقب الدؤوب لهزة ليبية بحكم روابط الدماء بين الشعوب المغاربية المحفوظة منها ببركة من الله ، والمسفوكة بمباركة السفاحين ! ..
العقيد أرثى وأرثى ، ولم يثني على الشعب المبارك من السماء بحسنة واحدة ، وكأن جميع عيوب البشر وسيئاتهم إجتمعت فيهم فقط لأنهم ما أحسنوا إلى (الزين) ! .. وينهي العقيد مرثيته بعبارة : (السلام على تونس) ! .. والسلام على تونس بمنطق العقيد هو أنها أصبحت في خبر كان لأن شعبها قدم حبيبه الزين قربانا للعيش الإنساني الكريم ! ..
ونحن الرازحون تحت جحيم الرتب العسكرية نبارك لمن إستطاعوا خلعها عن أكتاف أصحابها ليعيش الجميع جنودا من أجل الوطن ، ولا شيء غير : ( الله .. والوطن .. والشعب .. والحق .. والحقيقة .. والحرية .. والكرامة .. والمواطنة ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن : 16 . 01 . 2011 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أترك تعليقا لو أردت