بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 3 مارس 2011

قد نشكر أمريكا لكننا لن ندين لها بشيء !

هناك فئة من الناس مصابة بالتشاؤم المزمن من كل تغيّرات تحدث حولها ، وتحلل الواقع المُعاش بسلبية كبيرة ، وتنظر دوما إلى النصف الفارغ من كأس الحياة ، في إصرار عجيب على مخاصمة الأمل ، وتثبيط الإرادات ، وقتل المبادرات الفردية والجماعية في التطور والرقي والإزدهار ! ..
وفي هذه الأيام التي تشهد حراكا عربيا غير مسبوق على الصعيد الجماهيري ، أصبحنا نرى ونسمع نماذج من تلك الفئة ، تقلل من شأن تلك الثورات ، فتنعتها بالفوضوية أحيانا ، وتصفها بالمؤامرة الأمريكية والغربية والصهيونية أحيانا أخرى ، بل وتتنبأ أيضا بمستقبل الشعوب بعد تحررها من الأنظمة الفاسدة ، وتصفه بالمجهول والسوداوي والقاتم ؟! ..
ونحن حتى لو سلّمنا (فرَضا) بوقوف أمريكا وراء الإطاحة بالأنظمة العربية البائدة منها والمهدّدة ، وأن ما حدث ويحدث في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين ، هو نسيج من مؤامرة يحيكها الصهاينة للإستولاء على أراضي العرب وكنوزها من نفط وذهب ومعادن ، فهذا لايمنح أفضلية لأولئك المهندسين العباقرة ، للنجاح في تجسيد مخططاتهم تماما كما يريدونها على أرض الواقع ، خصوصا حين تصتدم تلك المخططات بقاعدة الشعب الذي قدّم ويقدّم تضحيات جسيمة وملموسة من أجل ذلك التغيير ! ..
فلا يُعقل أن تتكبد الشعوب كل ذلك العناء ، في مقاومة غطرسة النظم الديكتاتورية وجيوشها ورصاصها وآليات ردعها ، من أجل الرضوخ في النهاية لأي وصاية وحتى داخلية من أشخاص أو جهات قد تحاول القفز على ثوراتهم ، فكيف بوصاية خارجية معروفة من عنوانها بأنها داخلة على طمع وعلى مصالح ؟! ..
إذا كانت أمريكا هي كاتبة سيناريو تهاوي الأنظمة الدموية على البقاع العربية ، فهي مشكورة على تقديمها للحرية والديمقراطية على طبق من ذهب ، للشعوب العربية التي لن تدين لأمريكا بشيء قد يخوّل لهذه الأخيرة التدخل في شؤونها الداخلية ، أوفرض الوصاية عليها ! ..
فالشعوب هي مَن جابهت ولاتزال أشكال القمع ، وهي مَن تضحي بالغالي والنفيس من أجل الإنعتاق ، وسيكون لها بالتالي وحدها شرف التصرف في جميع مكتسباتها الثورية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن | 03 . 03 . 2011 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أترك تعليقا لو أردت