بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 12 مارس 2011

حالة إنفـلات !

تتعرض المنظومة الإدارية في ليبيا إلى ما يشبه الإنهيار وحالة من الفوضى ، وحالة إنفلات غير مسبوقة ، فالكل أصبح يعبّر عما يختلج في صدره من مشاعر وأحاسيس ، حتى ولو كانت أبرز تلك التعبيرات قاسية ونابية ، وتعابيرأصحابها جافة ومرتبكة ! .. وهي جميعا نقاط محسوبة ضدهم وحجج عليهم ، قام التاريخ بتسجيلها بالفعل حين شاهدها الناس ! .. وليس أدلّ على حالة الإنفلات تلك من تصريحات نجل القذافي سيف الإسلام ، التي أظهرت ماكان ينتظر الشعب الليبي من قمع على يديه ، فيما لو بقي الشعب خانعا حتى اليوم ! .. فهذا الشبل المجنون لايختلف كثيرا عن أبيه في كل شيء ، وورث عنه كل شيء (تقريبا) ـ حتى عبارته السخيفة الشهيرة (طز) ـ إلا (عباءة ليبيا) التي يبدوا أنه يحمّل العرب مسؤولية ضياعها من بين يديه ، ومسؤولية طيرانها بعيدا في دوامة إعصار ثورة الشارع الليبي ! ..
(طز في العرب .. وطز في الجامعة العربية) !.. هكذا قالها ـ (مشروع الأربعينية القذافية القادمة) المُجهض ـ وبالفم الملآن .. وهكذا ردّ على (الصمت العربي الرسمي) ! .. فالعرب (شعوبا وأحرارا) لم يجلبوا لليبيا سوى الخراب والدمار !.. أليس العرب هم سبب هبوب رياح التغيير التي زادت من جنون عائلة القذافي ، لأنها بعثرت أوراقها ، وزعزعت أركانها ؟! .. بلى .. العرب هم التوانسة الذين طردوا (الزين) بعيدا .. وهم المصريون الذين وضعوا حدا لملكية (آل مبارك) المقنعة بالجمهورية .. وهم أيضا كل أعضاء الجامعة العربية حتى ولو كان دورها ثانويا جدا ومحدودا جدا ، لكن مادامت تحمل إسم (العربية) ، ومادامت الأعلام العربية تصطف على طاولة واحدة .. فطز في الإسم وفي كل من يحمله ، بل وكل ما يمثله ! ..
وسيف الإسلام يكون بخرجاته تلك وتصريحاته ، قد فضح (ترباية) القذافي العوجة حتى لأبنائه من صلبه ، وفضح إنفلاتهم من كل قيد حتى من قيود الإحترام .. مادام الإبن يتحدث بإسم العائلة لابإسم الحكومة أو أي تيار حزبي يمثله ! .. ومع كل هذا تريد العائلة (الغير محترمة) من الشعب الليبي أن يظل يحترم كلمتها حتى ولو كانت نارية أو نابية أو مُخلة بالحياء وبالآداب !.. ويبقى أفرادها يصبون جام غضبهم ونقمتهم على العرب (شعوبا لاحكومات) ، لأنهم ساهموا في فضح دجلهم وزيفهم .. فلولا إرادة الله أولا ، ولولا نسيم الثورات الذي هب على تونس ومصر ثانيا ، لبقي القذافي (يطزطز) حتى اليوم في أمريكا وإسرائيل والعرب والعجم والإنس والجان .. و .. و .. ! .. ولبقي سيف الإسلام يرتدي ثوب الملاك الحارس ، والإبن البار ، والمنقذ لليبيا وشعبها من (عدو وهمي) إسمه نظام القذافي الأب ؟! ..
فعلا (إذا كان ربّ البيت للدّف ضاربا ... فما شيمة أهل الدار سوى الرقص) !..
فيا عائلة ضحكت من جهلها الأمم .. لم يعد العرب كما كانوا مجرد دُمى وقرقوزات ، ولم تعد الأمة العربية مسخرة ومهزلة مثلكم حتى تتبرأوا منها و تنكروا إنتماءكم إليها ، لأنكم منبوذون حتى من شعبكم الأبي ، الذي ماعاد يأخذ بخزعبلات أحاديثكم وخطاباتكم ، وما عاد يطيق هرطقاتكم ، وما عاد يرضى بحديثكم بالنيابة عنه ، فالشعب الليبي عربي الدماء والإنتماء ، لذلك ثار ضدكم لأنه يعرف أنكم تكرهون العرب ! .. أما (طزكم) المتوارث والمعهود ، فهو عليكم هذه المرة مردود ! .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن | 12 . 03 . 2011 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أترك تعليقا لو أردت