بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 15 مايو 2011

نبيل العربي أمينا على البيت العربي !


في وقتٍ سابق ، حضرت جلسة نقاش لبعض الشباب المصري على تويتر ، تناولوا خلالها موضوع إختيار وزير خارجيتهم الدكتور نبيل العربي ، أمينا جديدا لجامعة الدول العربية خلفا لمواطنه عمرو موسى .. وكيف أنهم غير مرتاحين للقرار ، بوصف الدكتور نبيل إبنا بارّا من أبناء ثورة 25 يناير ، يجب عليه البقاء في منصبه لحاجة مصر إليه ، لأنه الخبير في القانون الدّولي اللائق بوزارة الخارجية !..
وبحكم عمر (شباب تويتر) ، وبحكم نقص تجربتهم ، فهم لايعلمون أن الدكتور نبيل بإستلامه لمهام الأمين العام لجامعة الدول العربية ، هو أعظم وأجدى من بقائه وزيرا لخارجية مصر ، رغم حاجة مصر المُلحة لكل طاقاتها ولخبرات أبنائها في مرحلتها الحالية ، لكن حاجة الأمة العربية ـ للتعاضد والتماسك ، ولإعادة الإعتبار لمؤسساتها ـ أكبر!.. أليست الثورات العربية هي بداية جديدة ، لأمة عُرفت من قبل بالخنوع والخضوع والإستكانة ؟!..
بلى .. الأمة العربية بحاجة إلى مبادرات من مثل مبادرة دولة قطر ـ بالتخلي عن الأنانية من أجل المصلحة العليا للأمة ـ بسحب ترشيح ممثلها لمنصب الأمين العام .. وجنّبت الأمة بذلك ـ كما قال وزير خارجية دولة جيبوتي ـ الفرقة ، والتصويت لعربي ضد عربي !..
أما كان أحرى بدول الخليج جميعا أن تساهم  ـ كما تفعل قطر ـ في ضخّ دماءٍ جديدة في شريان الأمة العربية ، بدل محاولات قطعها عنها بإنشاء روافد إتحادات جهوية عبثية ؟!..
بلى .. كان على دول الخليج التعلم من ثورات (الجمهوريات) بأن لاشيء أصبح عصيا على التحقق على الأراضي العربية !.. حتى إستئصال أعمق الجذور كجذور بن علي ، وحسني مبارك ، والقذافي ـ قريبا ـ وعلي عبدالله ، وشبل سوريا ، وطبعا خادمهم الوفي (معالي) عمرو موسى !..
عمرو موسى الذي رثاه وزراء خارجية العرب بالحياة ، ونعوا رحيله عن البيت العربي ، وعزوا أنفسهم والأمة في إنبطاحه لعقد من الزمن أمام الدكتاتوريات العربية !..
عمرو موسى الذي لم يخرج من الأمانة العامة لجامعة العرب سوى بحسنة واحدة ، وهي تحرر الشعبين التونسي والمصري من نظاميهما خلال عهدته ، أما ما تعلق بإنجازات أخرى ملموسة أو حتى معنوية ، فهي شبه معدومة في رصيده الممتد لعشر سنوات !..
اليوم .. تأكّد حدسي تجاه قطر التي لاتبتغي غير مصلحة الأمة ، لذلك يُكن لها أعداء الوحدة والعروبة العداء ، ويتهمونها بالعمالة ، وهي تكبر يوما بعد يوم في عيون الأخيار .. أليست قطر هي التي إنسحبت بالأمس القريب من المبادرة الخليجية ، الساعية لإيجاد حل توافقي بين أطراف النزاع في اليمن ، بعدما تأكد لها أن الشعب اليمني هو الطرف الوحيد الخاسر في تلك المساعي ، وأن السفاح علي عبدالله هو المستفيد من (حصانة) تحميه من قصاص الشعب ؟!..
أليست قطر هي التي سحبت ترشيحها لمنصب الأمين العام ، بعدما تأكدت لها جدارة مصر كأم للعرب ، وجدارة الدكتور نبيل العربي بإعتباره فلذة كبد صالحة من فلذات ثورة الحرية والكرامة المصرية ، وبإعتباره خبيرا بالقانون الدولي ، والأكثر كفاءة للمنصب ؟!.. لو كانت قطر عميلة لإسرائيل ـ كما يُروّج في سوق الفشل والشقاق والنفاق ـ لعملت جاهدة (حتى بمنح رشىً) لنيل مرشحها منصب الأمين العام ، ليتفرّغ بعد تسلم منصبه لتكريس الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة العربية !..
اليوم .. يجب على الشعب المصري أن يفخر بالمكسب الذي يعتبره خسارة !.. فخسارة مصر لوزير يمثلها لدى المجتمع الدولي ، يعوضه مكسب تمثيله لأمة بأكملها ، يتحدث باللهجة المصرية البسيطة ، والصادقة ، والمتواضعة ، وهو فخرٌ ما بعده فخر !..
فخرٌ بثورة الخامس والعشرون من يناير ، التي أنجبت نبيل العربي وأعطته ـ وغيره من الطاقات الكثيرة ـ فرصا لتفجير طاقاتهم ، وتسخير إمكاناتهم للنهوض بالأمة العربية قبل الدولة المصرية ، وما مصر سوى جزء من الكل ؟!.. كلٌّ متكامل بمشرقه ومغربه ، وبجمهورياته وملكياته ، وبمحاسنه ومساوئه !.. كلٌّ يغذي الوحدة قبل الفرقة والشتات !..
فهنيئا لشعب مصر بأبناء ثورتها البررة ، وهنيئا لقطر بمواقفها النبيلة ، وهنيئا للأمة العربية بنبيل العربي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن | 15 . 05 . 2011 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أترك تعليقا لو أردت