يا له من (تشبيهٍ بليغٍ) أيّها (الثوّار الليبيون) ، بين طائرات حلف شمال الأطلسي ومروحيات الأباتشي ـ التي سَوّق لها (مُنقذوكم من الأبطال الغرب الخارقين) ، على أنها (الأكثر دقة) ، والأكثر (توفيرا) للوقت وللأرواح ، ولأرصدة ليبيا التي تجهلون أرقامها الحقيقية ، والتي بدأتم في التسول للعالم بإسمها ـ وبين (طير الأبابيل) الأسطوري ، وليس الخرافي .. لأن (الأسطورة) قد تكون حيّة في الحاضر أو في الماضي ، ومبنية أيضا على حقائق ، ولعظم أثرها في نفوس بعض الخليقة ، وللرفع من شأنها وتعظيمها يُطلقون عليها إسم أسطورة !.. أما (الخرافة) فهي ضربٌ من ضروب الخيال .. وهي أبعد ما تكون عن الواقع !..
(طير الأبابيل) الذي أحيا الثوار الليبيون ذكراه ، والذي أحيا فيهم (عقيدتهم) الإسلامية بالتدبر في القرآن وفي القصص القرآني ، وإدراك معانيه البلاغية وصوره وتشبيهاته .. والذي بات يدفعهم إلى التهليل والتعظيم والتكبير والتشهد في جبهات قتالهم .. لم يُرسله الرّب ليرمي (حجارة من سجّيل) على جيوش (أبرهة الحبشي) !.. وليس طائرا مُباركا بُعث لحماية بيت الله الحرام من نيران كراهية وحقد أبرهة (الأشرم الشفتين) التي تريد إحراقه وهدم أسسه وأركانه ؟!..
فطير الأبابيل ذاك .. هدم مدارس ليبيا ومستشفياتها ومؤسساتها وبناها التحتية ، دون أن يُصيب (أبرهة الليبي) بخدش واحد ؟!.. وفي الحقيقة لا أعرف لماذا لم تستطع تلك المروحيات الأباتشي أن تصيب أهدافها لحد الآن مع أنها معروفة بالدّقة ؟!.. ولا أدري لماذا لايتساءل الثوار الليبيون : لماذا لم تستطع تلك الطيور إصابة أبرهتهم ، رغم أنها أصابت جميع شعاب مكة ؟.. ومادامت تمتلك القدرة على إصابة حتى أصغر الأهداف ، وأكثرها تلبسا بمحيطها وبألوانه ؟!..
قد أصدّق حدّ التسليم ، بأن القذافي فعلا أبرهة ، ظالم ، غاشم ، حاقد ، نذل ، مُعتدي .. لكني لن أصدّق أبدا بأن طائرات حلف الناتو يمكن تشبيهها بالطير الأبابيل ، أو أنها تستحق ذلك الوصف فعلا ، حتى ولو إدّعت بأنها نيران صديقة !..
وإذا كان الشعب الليبي يعتقد بأن أرباب ذلك السرب ، لاينتظرون جزاءا على طلعات سربهم الجوية في سماء ليبيا وإستهدافه لأكثر مؤسسات ليبيا حساسية وحيوية .. فهو فعلا شعبٌ ضائع ومسكين !.. لأن أجزاءا كبيرة من ذلك الجزاء ، بدأ إقتطاعها فعلا من أرصدة ليبيا في البنوك الخارجية .. والقادم أعظم !.
06 . 06 . 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا لو أردت