لن نمل الحديث عن الوضع التونسي ، لأن الإخوة التونسيون أثبتوا أنهم يستحقون أن ترفع لهم القبعة على إنجازهم التاريخي ، وأنهم يستحقون أن نتناول شأنهم غبطة وتفاعلا مع الحدث السعيد ، ومهما قلنا فإننا نقوله من باب المتفرج الحيادي الذي يتشارك تلك الأحاسيس والتفاعلات مع أصحاب الشأن وأصحاب القرار ، وكما لانرضى على أنفسنا أن تستنزف جهودنا ، وتنسف ثوراتنا خصوصا إذا كانت بحجم الثورة التونسية ونتائجها المثمرة ، فنحن لانرضى أيضا أن تسرق جهود الشعب التونسي من قبل إنتهازيين آخرين يتقنون التسلق كغيرهم من السياسويين على ظهور الشعوب وجهودها وتضحياتها ! ..
فالشعب التونسي قام بثورته المباركة من أجل هدف واحد وهو التغيير ، فاستطاع أن يزيح العقبة الأصعب في سبيله إلى ذلك ، لكن الطريق إلى إرساء مبادئ جديدة للجمهورية التونسية الشعبية لايزال في بدايته ، خصوصا مع إستمرار إنتشار أعقاب النظام البائد في المؤسسات التونسية الرسمية ، ومع إستمرار بعض المسؤولين الذين حباهم النظام السابق بمناصب قيادية لازالوا يشغلونها ، بل وعززوها برضى الشعب الثائر بهم وعنهم ، وعدم ممانعته في إستمرارهم بتصريف شؤون مرحلته الراهنة والحساسة ، بالنظر إلى هدف تلك الهبة الشعبية التي لم تنطفئ شعلتها بعد ! ..
الشعب التونسي الذي راهن بكل شيء من أجل إسقاط نظام بن علي وكل مخلفاته ، يبدو أنه إستكان منذ بداية الطريق ، وتغطى بنشوة الإنتصار على الرأس لتبقى الأذيال تتحرك وما أكثرها !.. بدءا برئيس حكومة الوحدة الوطنية المخضرم ، وكذا رئيس البرلمان الذي أدى اليمين الدستورية كرئيس مؤقت لتونس ، فالرجل لم يسأله أحد عن أي كتلة فاز بمنصب رئاسة البرلمان ؟! ..
الشعب التونسي تلقى اليوم نبأ بداية قطاف جهوده النضالية ، بالإعلان عن تشكل حكومة وحدة وطنية برئاسة السيد الغنوشي ، تضم ستة وزراء مخضرمين تماما كرئيسهم ، وباقي الوزراء هم من الأحزاب المعارضة الرسمية ! ..
ما يدعوا للتساؤل حول ما إذا كان الشعب التونسي راضي بهذه الحلة الجديدة لحكومة ظاهرة من عنوانها بأنها قديمة قدم تاريخ الإضطهاد ، وكل تشريعاتها وقوانينها معتقة وبالية ؟! .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن : 17 . 01 . 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا لو أردت