المشهد العام لأفريقيا يبعث على الأمل ، رغم الأدخنة المتصاعدة في سماء أفريقيا ، ورغم النزاعات القبلية ، والطائفية ، والجهوية الدامية التي يروح ضحيتها آلاف الأفارقة في كل عام .. بل وفي كل دقيقة وكل ثانية ! .. فالقارة السمراء تعيش حركية مستمرّة ودؤوبة من أجل التغيير ، والملاحِظ للشأن الإفريقي يرى الإرادة القوية لدى شعوبها في قلب أنظمة الحكم حين يتعلق الأمر بمصائرها ، وها هي ثلاث صور للمصائر المتوقفة بإرادات أصحابها ، في إنتظار أن يحددوا وجهاتهم المقبلة :
السودان المترقب لنتائج الإستفتاء المصيري ، الذي قام به مواطنو الجنوب من أجل الوحدة مع الشمال أو الإنفصال عنه .. والحدث بالغ الأهمية في مكسب صعب إستطاع الجنوبيون إفتكاكه بمباركة عالمية عبر الهيئات الحقوقية ، وبتوصية من أمريكا وإسرائيل ! .. ما يجعل الحدث شبيه ـ كما قلت ذات مرة ـ بمرور مذنب بالقرب من الأرض بعد مائة عام ! ..
ساحل العاج الذي توقفت فيه الدواليب الحكومية عن الدوران ، والبلد تديره حكومتان كل واحدة منهما تعبئ أنصارها ومؤييديها ومريديها ، وكل منهما تقف حجرة عثرة في وجه التنمية رغم أن هدفهما المشترك والمزعوم هو التقدمية ! .. وأي تقدمية تلك التي لايتنازل فيها طرف لآخر ولو كان الطرف المتنازل متأكدا ألف بالمائة من أحقيته بالرئاسة ، من أجل ساحل العاج ، ومن أجل شعب ساحل العاج ، إذا كانت النوايا فعلا صادقة ، وإذا كانت النفوس فعلا نقية لحد الإيثار ؟! ..
تونس الثورة الراقية ، والإنتفاضة التي كانت مرآة عاكسة لمقدار الوعي الشعبي ، ومقدار التحضر الجماهيري في المطالبة بالحق الأمثل في الحرية وفي العيش الكريم ! .. تونس التي إستطاع شعبها أن يقلب موازين الحكم الذي عمّر فيهم ربع قرن في أربعة أسابيع فقط ، واستطاع أن يسترد ملكيته لأراضي تونس من الفلاح الفاشل بن علي الذي حُكم عليه بالنفي ليبقى مشردا بلا أرض ولا وطن ولا عنوان ! ..
هذه الديناميكية الشعبية التي تعرفها أرجاء أفريقيا ، إضافة إلى المناخ الإستوائي المناسب والمتمثل في الوعي الجماهيري ، كلها عوامل ساعدت على النمو السريع للديمقراطية على أراضيها ! .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن : 18 . 01 . 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا لو أردت