بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 28 يناير 2011

رقمُ وطـن !

من المكاسب المهمة التي حققتها الإنتفاضة الشعبية التونسية هي تحرير الإعلام من التبعية  العمياء للنظام البائد ، ومن الإنقياد التام لمقرراته القاضية بتلميع صورته وتزييفها على حساب الحقيقة وعلى حساب حقوق عامة الشعب ! .. والقناة السابعة التونسية خير مثال على النفاق الإعلامي الهادف إلى الحفاظ على المنصب الصحفي بمسايرة السياسات التعسفية لأصحاب القرار  ، وتحريفاتهم وتضليلاتهم وتعتيماتهم ، حتى ولو ضاع مع كل ذلك التطبيل معنى المصداقية المهنية ، ومعنى الرسالة الصحفية النبيلة ! ..
فطاقم تلك القناة كان كله مؤيدا ومطبلا للنظام الديكتاتوري حتى لحظاته الأخيرة التي قبره فيها الشعب ، وكانت ألسن مذيعوها تلوك مصطلحات من أمثال : (الأعمال الهمجية .. والتخريبية .. واللامسؤولة (لبعض) الشباب (الطائش) ! .. وكانوا يظهرون مقنّعين بالحزن المصطنع ، تماما كأثر مستحضرات التجميل التي يحرصون على وضعها قبل إطلالاتهم التهريجية ، وكانت عيونهم تغرورق بدموع التماسيح خوفا على مناصبهم التي لايستحقون شغلها لأن أغلبهم نالها عن طريق الحظوة والرشوة والمحسوبية ، ومستوياتهم أضعف من مقارنتها بمستويات البطالين الذين تعج بهم مدن تونس وقراها ، دون أن ينالوا الفرصة لإثبات ذواتهم ومهاراتهم تحت سياسة التهميش الممارسة ضدهم ! ..
ونفس الطاقم شمّ ريحة (شرف المهنة) فقط عندما أطاح أحرار اليوم و(همج) الأمس بطاغية اليوم و(فخامة رئيس) الأمس ! .. حينها فقط تحوّل المأتم إلى فرح ! .. حتى إن إحدى المذيعات سارعت بإرتداء أزهى ثوب لديها ، وفي إعتقادها أن الشعب سيرضى عنها إذا ما أطلت عليه وعلى وجهها تلك البسمة العريضة ، أوعلى رموشها تلك الرشات اللامعة تحت الأضواء الكاشفة من المساحيق ، ليفاجئها أحد المواطنين الذين لم يعودوا يطيقون النفاق والمجاملة : [ ألا تخجلين من نفسك متزينة والبلاد تعيش حدادا على شهداء الثورة ؟! ] ، فكان كمن صفعها وأيقظها على وقع كلمات الصدق والحقيقة ! ..
ونفس السيناريوا الذي عرفته تلك القنوات الحكومية التونسية ، تشهده القنوات المصرية هذه الأيام ، ولمن فاتته متابعة أجزاءه التونسية كاملة ننصح بالمسارعة إلى متابعة النسخة المصرية لأنها في بداياتها نحو تحول سياسات وتوجهات ، وحتى لهجات ونبرات الأصوات لكثير من القنوات ، على غرار السابعة التونسية التي أمّم رقمها وأصبحت وطنية ! .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن : 28 . 01 . 2011 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أترك تعليقا لو أردت