كل إنسان يبدأ مشروعا يحلم بأن يُنهيه ، ويحصد ثمرة جهده وصبره ، ويشهد لحظة إنتصاره على الفشل ! .. هكذا هو ـ يقينا ـ إحساس المفكرين العرب عموما هذه الأيام ، والتونسيين والمصريين خصوصا ، مِن أولئك الذين كرّسوا أقلامهم ووقتهم وجهدهم وملكاتهم الفكرية لنصرة القضايا الشعبية والإنسانية ، وفضح تجاوزات النظم اللامسؤولة واللاإنسانية ! .. هؤلاء الآن سعداء برؤيتهم لحلم قيام الثورات البرتقالية العربية يتحقق ، وآن لهم أن يتنفسوا الصعداء ! ..
والثورة البرتقالية هي إسم أطلق على الإنتفاضة الشعبية الأوكرانية بين العامين 2004 ـ 2005 ، إثر عمليات تزوير واسعة شهدتها الإنتخابات الرئاسية هناك ، وعلى ضوء سياسة ترهيب الناخبين التي كانت تمارسها الحكومة ضدهم للإبقاء على النظام القائم ! .. وقد أخذت تسميتها الرمزية من لون الحملة الإنتخابية للزعيم المعارض فيكتور يوشينكو الذي كان مدعوما من طرف الجماهير ، وقد إستطاعوا رفعه ـ بإنتخابات حرة ونزيهة ـ ووضعه مكان فيكتور يانوكوفيتش ! ..
وبما أن أغلب الصناديق الإنتخابية العربية مفصول في شأن نزاهتها ، بالتأكيد على أنها جزء من (أملاك الدولة) التي تضع عليها أختامها ، وتتصرف فيها بمعرفتها ، فهي ليست بمنآى عن ثورات كتلك التي شهدتها أوكرانيا ، وليس بالضرورة أن تكون بلون البرتقال ، لأن المزاج الشعبي حين يكون متحررا من أي ضغوط ، يُحسن إختيار ما يناسبه من ألوان ! ..
بالأمس إذن قام الشعب التونسي بثورته البرتقالية ، ونزع عن رأسه طربوش بن علي ، واليوم يعتصم الشعب المصري في مشهد من نبوءة (رامي الإعتصامي) ! .. رامي الذي لايُطالب ـ كما في التمثيلية ـ بتغيير النشيد الوطني ، بل بتغيير من يمثل النشيد الوطني في المحافل الدولية ، ومن تلتصق صورته بكل جدار من جدران المؤسسات الوطنية ! .. رامي يريد تغيير عدو الوطنية الذي مرّغها في الوحل وحاول إغتيالها في نفوس شعبه ووجدانهم ! .. رامي الحقيقي لايرضى بغير سقوط مبارك ! ..
وأهنئ بمناسبة إنطلاق الثورة البرتقالية المصرية ، زميل الكلمة وحَمام السلام المهاجر في الشمال .. المغترب الذي ما وضع قلمه يوما جانبا .. وما إنفصلت ذاته لحظة عن وطنه الأم ، وعن شعبه الأشم المقهور .. إنه صوت الحرية والصدق والحقيقة .. وصوت الحق الصارخ في وجه الظلم والجبروت : محمد عبدالمجيد | رئيس تحرير مجلة طائر الشمال .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن : 31 . 01 . 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا لو أردت