بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 1 فبراير 2011

حكومة عسكرية للتفاوض مع الشعب !

وكما كان دأبه طيلة الثلاث عقود الماضية ، سارع الرئيس المصري حسني مبارك بإجراء بعض التغييرات على تشكيلته الحكومية ، مع إرتفاع موجة الغضب الشعبي المنادية هذه المرة بتنحيه  كليًّا عن الحكم ! ..
إذ قام بتعيين (حافظ أسراره) ورئيس جهازه المخابراتي عمر سليمان نائبا له ، وهو المنصب الذي أبقاه مبارك شاغرا طيلة فترة حكمه ، دلالة على الفجوة العميقة بينه وبين الشعب ! .. ولم يكتفي بملئ ذلك الفراغ بعرّاف النظام ، وكاتم أقذر أسراره بتعذيب العزل في المراكز المعروفة منها والسرية ، وشاهد العيان على إنتهاكاته وتجاوزاته وخروقاته ، بل تعداها إلى تعيين أحمد شفيق  ـ و هو ضابط آخرـ رئيسا للحكومة ، ودفع به إلى التفاوض مع المعارضة ؟! ..
فماذا تراه سيقول الضابط للمحتجين وهو يدرك في أعماق أعماقه أنهم على حق ، وأن قائده الأعلى للقوات المسلحة على خطأ ؟! .. ماذا تراه سيقول الضابط الذي أمضى حياته على خط الإستقامة والإلتزام ، لأولئك المظلومين وبأي حجة سيناقشهم  هذا إذا كان يعرف أسلوب المناقشة ؟! .. فضباط الجيش هم رجال الصرامة والميدان ، وليسوا ديبلوماسيين سياسيين مدربين على الأخذ والتعاطي في المقررات ، فحياتهم المهنية على الأقل هي (أمر طبّق) ، ولاتوجد المرونة الكافية في مواقفهم وشخصياتهم ليكونوا مؤهلين لأيّة مناصب عامة ، فكيف بمناصب حساسة كنائب للرئيس أو رئيسا للوزراء ؟! ..
مبارك يحاول الإلتفاف على الشعب بتعيين رجال من القوات المسلحة في مناصب سيادية  ، ليأمن جانب الجيش من أية محاولة للإنقلاب ضده كما حدث لزين العابدين في تونس ، ولكي يضمن عدم إنحيازه للمطالب الشعبية في الإطاحة به ، لكنها لعبة مكشوفة ومفضوحة يا سيادة (الريس) لعبتها آلاف المرات ، وللأسف لم يعد هناك متسع من الوقت لإعطائك ولو أملا ضئيلا بقول (إلعب غيرها) ، ويقينا يقينا هذه المرة (The game is over ) ! .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن : 31 . 01 . 2011 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أترك تعليقا لو أردت