يُعتبر الرئيس السوري بشار الأسد ، (مشروع التوريث) الوحيد الذي كُتب له النجاح ضمن نطاق (جمهوريات) الوطن العربي الدكتاتورية ! .. ولم يكن غريبا أن يصبح النموذج السوري ـ بعد نجاحه ـ قدوة يحاول (الرؤساء الطغاة) السّير على خطاها ، لتمرير السلطة لأبنائهم كما فعل السلف حافظ الأسد ! .. كما لم يكن غريبا أن يحاول (أبناء الرؤساء المدللين ، والموعودون بالخلافة) ، تقليد سياساته وإستراتيجياته التي مكّنته من الفصل (الهُلامي) بين فترة حكم والده وفترة حكمه هو ، برفع شعار (الإصلاح) ! .. رغم أن الواقع يقول إن بشار (الواعِد) نسخة تكاد تكون طبق الأصل من حافظ (البائد) ، وأن الإبن يشبه أباه حتى لو إدّعى العفو والسماحة والوداعة ، وحتى لو أخفى بإحدى يديه (سوط القمع) الموروث ، وأظهر بالأخرى الورود والبنفسج ! ..
بشار الذي تربّى على الدلال ، لم تخفى لامبالاته بمشاكل الشعب السوري ومشاغله منذ توليه السلطة قبل عشر سنوات ، لذلك أخلف بكل وعود التنمية والديمقراطية التي قدّمها في بدايات حكمه ، وترك سجون سلفه ومعتقلاته تعج بالمظلومين وأغلبهم من سجناء الفكر والمعارضة و(الرأي الآخر) ، ولم يقم سوى بخطوة واحدة متأخرة كانت بإطلاق سراح بعضهم ، بعد إنطلاق شرارة الثورة في الشارع السوري مؤخرا ! ..
بشار الذي حاول إخفاء فشله في السياسة الداخلية (الأساسية) ، بلعب أدوار (ثانوية) في السياسة الخارجية ، لم ينجح في إرضاء أمريكا وحلفائها رغم تنازلاته ، ولا إسكات غالبية شعبه رغم حكمه إياهم بقبضة من حديد ! ..
بشار الذي يُقيم وزنا لأبسط المبعوثين لأبسط الدول ، وإظهار الود والثقافة والتفتح والتحضّر أمامهم ، لايقيم وزنا لمحكوميه ، بإظهار البغض والهمجية والدموية تجاههم ، فقط لمطالبتهم إيّاه بالإصلاح الذي وعدهم به هو بادئ الأمر ! ..
بشار الذي يخاف من مواجهة شعبه وجها لوجه ، يكتفي بتقديم (طاطا) بثينة شعبان (مستشارته السياسية وعرّابة نظامه) التي لايعرف سواها ، ولا يطمئن ولا يثق في سواها ، لسرد ماتجود به قريحتها من إجتهادات متأخرة ـ في الغالب ـ لأنها تستغرق وقتا طويلا في هدهدته والتخفيف عنه ! ..
بشار الإبن البار بنهج والده ، والعاق لسوريا ودمشقها وشعبها ، آن لك تتخلى عن عقلية (هذا الشبل من ذاك الأسد) وإستبدالها بعقلية ( ليس الفتى من يقول كان أبي ، بل الفتى من يقول ها أنا ذا) ! .. إذا كانت جملة الإصلاحات التي جاءت على لسان (الدادة) بثينة شعبان ، بداية فعلية وحقيقية لعهد فتي وجديد في سوريا .. أما إذا إستمر إطلاقك لكلاب نظامك على شعبك وإضطهاده ، فلا أغمض الله لك جفنا حتى نرى فيك قصاصه ، ولا رحمك الله من نيران غضبه عليك ! .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتاج الديـن | 25 . 03 . 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا لو أردت